تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تشكيليون يمنيون واعدون

تشكيليون يمنيون واعدون

للفنان الراحل حيدر غالب

د. صبري الحيقي*

سبق أن نشرت مقالا عن جيل الرواد في الفن التشكيلي اليمني، وكان من بينهم موهبة استثنائية، ظهرت مهارته المتميزة منذ أن كان في عمر لا يتجاوز الثامنة ، هو الفنان (حيدر غالب 1958- 1983) ولم تتوقف موهبته عن إتقان الواقعية، قبل العاشرة من عمره، ولكن في اختيار موضوعات اللوحات التي كانت انعكاسا لثقافة راسخة، وفي أسلوب التعبير والتكوينات، وحتى في آليته في التعامل مع كل لوحة. وكل ذلك كما يبدو لي، لم يصل إليه أحد من الفنانين اليمنيين إلى الآن. خاصة أن كل ما أنجزه من لوحات تم وهو مازال في سن العشرين تقريبا، قبل أن يسافر إلى إيطاليا للدراسة الجامعية، حيث توفى هناك وهو في عامه الجامعي الأول (انظر سيرته في موسوعة ويكبيديا).

عادة في اليمن يتم إهمال المواهب العبقرية ويتم الاهتمام والترويج للفقاعات الهشة…، لهذا لم يكن يعرف (حيدر غالب) أحد إلا جيل الرواد المؤسسين الذين شارك معهم في كل المعارض التي أقامتها وزارة الثقافة في فترة حياته القصيرة، وقد ماتوا جميعا تقريبا. ومنهم الفنان: عبد الجبار نعمان (1949-2019) وله قصة معروفة عن نبوغه الفني، حينما جاء الزعيم “جمال عبدالناصر” إلى اليمن، وكان عمره حوالي خمسة عشرة سنة، فرسم صورة لعبد الناصر أدهشته، وأدهشه عمره الصغير، فأخذه إلى القاهرة لدراسة الفن هناك.

تذكرت كل هذا حينما شاهدت أعمالا لفنانين شباب ما زالوا في سن العشرين تقريبا، وظهرت مهارتهم الواقعية بشكل تجاوز الكثير من الفنانين الذين درسوا الفنون في بلدان اوربية وعاصروا تجارب متنوعة.
والخلاصة التي فهمتها من هذه التأملات أن هناك مواهب كبيرة وهناك مواهب صغيرة وهناك مواهب ناقصة في كل الفنون.

عادة المواهب العبقرية نادرة جدا وتكون بنسبة واحد في المليون كما ندرك ذلك من خلال دراسات علماء الذكاء والعبقرية.

وعادة تغلب الكثرة على الندرة، فتسود الهشاشة ويتم إقصاء العبقرية النادرة، وهذا يحدث تحديدا في البلدان المتخلفة.

لن أستفز أحدا بتصنيف دقيق لمستوى الفنانين في اليمن فغالبا مواهبهم ناقصة او صغيرة، بعضهم يعيش على إعادة إنتاج ما سبق إنتاجه أو على النقل من الواقع والطبيعة. واكثرهم مشهورون جدا، ودارسون متخصصون في الفنون، ويحتسبهم بعض المثقفين فنانين كبار. ولكن الزمن كفيل بالغربلة والتمحيص وإن طال.

سأشير هنا إلى مواهب واعدة متميزة، ربما تشكل علامات فارقة في المستقبل، أقول ربما. إذا تزودت بالثقافة والتواضع والمثابرة، والتطور.
من هذه المواهب:

بريشة الفنان أرمان صبري

الفنان: أرمان صابر، من مواليد 1995. أكمل دراسة إدارة أعمال.

فنان واقعي مدهش لكن موهبته إلى الآن محصورة في رسم الوجوه بالفحم والقلم الرصاص.

بريشة الفنان خالد الدبعي

الفنان: خالد الدبعي، من مواليد. 1999. تاريخ الميلاد 3 يونيو 1999. بدأ الدراسة الجامعية في قسم الهندسة المعمارية سنة 2018، وحاليا في المستوى الخامس والأخير..،

لديه تجارب مع أكثر من خامة في الرسم، لكن أكثر الخامات التي يستخدمها وبشكل أساسي هي الألوان الخشبية، أقلام الماركر الملونة، وأقلام الرصاص، عادة يرسم وجوه وعيون وسيارات.

بريشة الفنان رامي هويدي

الفنان: رامي هويدي، من موابيد 1992. يستخدم الفحم واقلام الماركر الملونة. يرسم وجوه متقنة، وله أيضا اعمال أقرب إلى الانيمي.

بريشة الفنان أحمد المفتي
بريشة الفنان أحمد المفتي

الفنان: أحمد المفتي، من مواليد 1998. يستخدم الوان اكريليك وألوان زيتية وأقلام رصاص. عادة يرسم وجوه ومناظر ، بدأ بمحاولات تعبيرية جديدة.

بريشة الفنان أحمد جهاد
بريشة الفنان أحمد جهاد

الفنان: أحمد جهاد. مواليد 2000. رغم إتقانه لرسم الوجوه، إلا أن أكثر أعماله (أنيمي).

بريشة الفنانة سعاد صلاح
بريشة الفنانة سعاد صلاح

الفنانة: سعاد صلاح. ترسم بالألوان الخشبية، أقلام الماركر الملونة، وأقلام الرصاص. رسمت وجوها لشخصيات فنية وأدبية بدقة متناهية أكثرجمالا من أصحاب الخبرات الطويلة، من الجيل السابق لها…

بريشة الفنان محمد حجاجي
بريشة الفنان محمد حجاجي

الفنان: محمد حجاجي، موالد 1997 درس مالتيميديا.. وهذا من أهم التخصصات في الفن الحديث.

بريشة الفنانة شذى خالد الهزام
بريشة الفنانة شذى خالد الهزام

الفنانة: شذى خالد الهزام. مواليد 1993.
الفنانة: ندى المشفع، لها أعمال واقعية (وجوه) متقنة.
الفنانة: شهد باشراحيل، من مواليد 1999. اعمالها تكاد تكون رسومات قصص اطفال.
الفنانة: رندا عدنان. مواليد 1997.
طبعا هناك الكثير من الأسماء، التي لا اتذكرها الآن، لكن هذا لا يعني ان من ذكرتهم أحسن أو أن من نسيتهم أقل ، ولكن من باب المثل ذكرت من تذكرت.
مثلا هؤلاء من الفنانين الشباب الذين تميزوا بواقعية مدهشة ودقيقة تجاوزت الكثير من درسوا في أكاديميات عالمية. لو توقفوا عند هذا الحد من الانجاز فلن يشكلوا أي أضافة في تاريخ الفن اليمني. أتمنى أن يكونوا علامات مميزة في المستقبل، إذا ثابروا وطوروا رؤاهم وثقافتهم.

*تشكيلي وناقد يمني