نهى رسول عدنان
أحياناً أفكر في سبب تقدم الغرب على العرب في مسلسلاتهم، والتقدم ليس بقدر بسيط، بل فرق شاسع وعظيم وكبير جداً، شاهدت الكثير من الأفلام والمسلسلات الأجنبية، وشاهدت أيضاً مسلسلات عربية، البعض يقول إن الأجانب ينفقون الكثير من الأموال على مسلسلاتهم وأفلامهم في الإنتاج والتصوير والإخراج.
سبب تأخر الفن العربي
لكن الخلل عند العرب بالنسبة لي لا أراه في التصوير والمونتاج، بل يوجد في المسلسلات التي أُنفق عليها القليل من الأموال، ولكنها ناجحة جداً، الخلل عند العرب في التمثيل وإخراج المشاعر؛ فالممثل عندما يأتي للتمثيل يجب عليه أن ينسى أنه ممثل، ويعيش دوره بكل حذافيره، وينسى من هو، لكن الممثلين العرب يأتون ليمثلوا حقاً.
الفرق بين العرب والغرب في ممارسة الفنون
الفرق أن الغرب لا يمثلون، بل يعيشون الدور ولكن العرب يمثلون.
شيء آخر هو أن ممثلي الغرب درسوا لغة الجسد، وعندما أتوا لتأدية مشاعر معينة أدوها بشكل رائع لا يوصف، أما العرب لا يعرفون أهمية لغة الجسد، والمخرجون يختارون الممثلين حسب شكلهم، ولا يهتمون بأدائهم.
أما الممثل الأجنبي عندما يأتي ليمثل دورَ شخص غاضب سيتصرف كما يفعل هو بالواقع عندما يغضب وحسب شدة الموقف، ولكن العربي يعتقد أن الغضب برفع الصوت وصنع تعابير غاضبة على الوجه هنا سيكون شكله مبتذلاً جداً؛ لأنه واضح جداً أنه غاضب، بالنسبة للحزن هنالك ممثلات يمثلن دورهن الحزين، ويوصلن مشاعرهن للمُشاهد من دون أن ينطقن بحرف واحد، وهناك نساء يمثلن ويصرخن بأعلى صوتهن، ولكن شكلهن يبدو سيئاً؛ لأنه من الواضح أنها تمثل مشاعر لا تخرج من القلب.
السيناريو سبب التقدم والتأخر
سبب آخر هو أن السيناريو الركيك في بعض الأحيان يكون الكلام فيه لا يتناسب مع المشهد أبداً، وهنا لا نستطيع لوم الممثل إذا أتى بمشهد فاشل لأن الكاتب أعطاه نصاً سيئاً.
يجب أن نطور من المواهب الحقيقية للكتاب والممثلين حتى نتطور ونخرج بشيء يليق ببلداننا، وأنا لا أقصد إهانة الممثلين العرب هنالك ممثلون عرب رائعون وممثلات أيضاً، ويوجد مسلسلات جميلة، ولكن ننتقد النسبة الأكثر وهي المسلسلات السيئة أو نستطيع القول إنها عادية، لا يوجد شيء مميز فيها.