في لحظة وُصفت بالتاريخية للفن العثماني على الساحة العالمية، بيعت لوحة نادرة للفنان العثماني الشهير عثمان حمدي بك بعنوان “تحضير القهوة” مقابل مليون جنيه إسترليني في مزاد أقيم بلندن، بعد أن ظلت مخفية لأكثر من قرن ضمن مجموعات أوروبية خاصة.
تفاصيل المزاد واللوحة:
بيعت اللوحة مساء الثلاثاء لمشترٍ مجهول عبر مكالمة هاتفية، ضمن مزاد ضم 50 عملاً فنيًا، لتُصبح اللوحة الأعلى سعرًا في الأمسية.
اللوحة تعود إلى عام 1881، وتُصوّر امرأتين شابتين داخل مشهد داخلي غني الزخرفة، في لحظة تحضير طقوسية للقهوة داخل فضاء يُحتمل أنه مستوحى من الحريم في قصر “طوب قابي” بإسطنبول، وإن كان المشهد من نسج الخيال، إلا أنه مرسوم بدقة فنية عالية.
رحلة اللوحة التاريخية:
– اقتُنيت اللوحة لأول مرة حوالي عام 1910 من قبل الأمير الجورجي صادق ياديغاروف، جامع الأعمال الفنية.
– انتقلت لاحقًا إلى ابنه “أرشيل”، ثم إلى مجموعة خاصة في فيينا من خلال زواج عائلي.
– بقيت ضمن المجموعة حتى عام 2008، ثم انتقلت إلى مالك نمساوي خاص قبل أن تظهر مجددًا مؤخرًا في المزاد.
اللوحة كانت معروفة سابقًا فقط من خلال صورة بالأبيض والأسود التقطها المصوران الفرنسيان-العثمانيان جان باسكال سباه وبوليكارب جوييه عام 1881.
عن الفنان عثمان حمدي بك:
ولد عثمان حمدي بك في عائلة عثمانية مرموقة، وأُرسل إلى باريس لدراسة القانون في ستينيات القرن التاسع عشر، إلا أنه اختار الفن والآثار طريقًا له.
عرف بأسلوبه الفريد الذي دمج بين التقنية الغربية والمحتوى الشرقي، ليُقدّم صورًا واقعية ومحترمة للحياة العثمانية، في وقت كان يُهيمن فيه الفن الاستشراقي ذو النظرة السطحية للشرق الإسلامي.
أهمية البيع:
بيع هذه اللوحة يُعد لحظة فارقة في تاريخ الفن العثماني، ويعكس ارتفاع قيمة الأعمال الشرقية الكلاسيكية في السوق العالمية، إلى جانب تزايد اهتمام المؤسسات الفنية بجماليات وثقافة العالم الإسلامي من منظور داخلي وواعٍ، كما مثّلها حمدي بك.
