يقف الرسام علاء ياسين على أنقاض المنازل المدمرة من الحرب في حواري مدينة عدن، ويرسم بفرشاته آلاماً وآمالاً ولدت ولم تنتهِ. يوثق قصصاً لعائلات هُجّروا أو قضوا نحبهم تاركين وراءهم ذكريات العُمر بين ذلك الرُكام جراء الحرب.
الرسام المعروف في عدن باسم علاء روبيل وهو في العقد الثالث من العمر اختار أن يقف عند الركام ويُخلد تلك القصص المنسية بفرشاته المتواضعة ومجموعة من الألوان على جدران المنازل المُدمرة. عشق الفن منذ الصغر وكانت لوالدته الرسامة الأثر الأكبر في نشأته الفنية، إلى جانب أن الفن استهواه بكل تفاصيله.
يقول لـ«البيان»، إنه في أحد الأيام اتخذ قراراً بأن يطوّر موهبته فالتحق بمعهد الفنون الجميلة، ومن هنا أخذت حياته منحى آخر أكثر إصراراً.
الشاب الحاصل على دبلوم عالي فنون تشكيلية معهد الفنون الجميلة يقول، إن عشقه لهذا المجال مرتبط بموهبته الفتية التي أخذها عن والدته، لكنه يشكو من عدم توافر الدورات والورشات المحلية والخارجية، وارتفاع أسعار المواد التي تستعمل في الرسم، ويعيد أسباب اختياره الرسم على الجدران باعتبار ذلك «فناً يشمل مجموعة رسائل في لوحة واحدة، ويوصل الفكرة والرسائل بشكل أكثر أفضل من المعارض المغلقة، يجعل المشاهد بشكل يومي يراها»، كما أنها وفق تعبيره تضفي على الشارع منظراً جمالياً.
شارك روبيل في مجموعة من المعارض المحلية وعمل معرضاً خاصاً به، إلا أن المعارض واللوحات لم تستهويه كثيراً بقدر ما استهواه الرسم علي الجدران. ويقول: «أحببت الرسم على الجدران لأن عندي رسالة، والفن أكثر قدرة على إيصال الرسائل، والرسم على الجدران يصل إلى الناس أكثر من المعارض المغلقة، إضافة إلى أنه يزيّن الشارع بشكل جمالي».
في العام 2009 كانت بداياته ومنذ ذلك الحين سعى إلى تطوير نفسه في مجال الرسم، إلا أنه أيضاً يحب الموضة ويسعى إلى أن يكون مصمم أزياء مشهوراً، ولا يزال ينتظر الفرصة ليحقق فيها كل أحلامه.