تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » آمنة النصيري.. الموهبة التي أصبحت مَدْرَسَة فنية

آمنة النصيري.. الموهبة التي أصبحت مَدْرَسَة فنية

المنتدىآمنة النصيري.. الموهبة التي أصبحت مَدْرَسَة فنية العربي للفنون

 

 

وضعت أول توقيع نسائي داخل اللوحة التشكيلية اليمنية، فدشنت حقبة فنية جديدة وحديثة وصلت اليوم إلى مرحلة تتساوى فيها إمضاءات الرجال والنساء من حيث العدد والإبداع.

في هذه المساحة من منصتي “المنتدى العربي للفنون، و عن كثب“، نتعرف على قصة نجاح الفنانة التشكيلية اليمنية الدكتورة آمنة النصيري، ونمر على أهم المحطات في تجربتها الفنية المتميزة.

من أشهر نساء اليمن في العصر الحديث، وهي المرأة الأبرز والأشهر في مجال الفن التشكيلي، وهي أول امرأة يمنية رسمت ولونت وطورت موهبتها علمياً وعملياً، حتى صارت مرجعاً هاماً للفن التشكيلي اليمني.

افتتحت أول معرض لها – وهي لا تزال في المدرسة – في المركز الثقافي في صنعاء في عام 1985، وعرضت فيه أكثر من 25 لوحة “بورتريهات” لكتاب ومفكرين من جميع أنحاء العالم.

آمنت التشكيلية النصيري منذ نعومة أظفارها بأن الفن وسيلة مهمة للتعبير عن النفس والرأي في أي قضية ومنها قضايا المرأة، فالفن – الذي تعلمته من والدتها في سن مبكرة كموهبة عززتها بالتخصص – يمثل هوى وهوية، فلسفة وقضية.

في الوقت الذي كانت أقدامها تسير بها إلى المدارس والجامعات وصولاً للدكتوراة في فلسفة الفن من احدى جامعات موسكو، ظلت أناملها توقع اللوحة تلو الأخرى حتى امتلأ جدار الفن والثقافة اليمنية، لتنافس الفنانة النصيري بمفردها عدد من الفنانين التشكيلين اليمنيين “الرجال” الذين دشنوا عصر التشكيل بإمضاءاتهم الجديدة.

مثلت والدتها التي كانت تعمل في الرسم والتطريز أول الأشخاص المؤمنين بموهبتها والمشجعين والداعمين لاستمرارها، كما حظيت الفنانة النصيري بالكثير من الحفاوة والترحاب من المجتمع والوسط الثقافي اليمني، خاصة وأنها جاءت لتملأ فراغاً كبيراً في مجال التشكيل.. ما حفزها لتستمر في تقديم المزيد والمزيد.

امنة النصيري

الفنانة والأكاديمية الدكتورة آمنة النصيري مثلت اليمن في الكثير من الفعاليات والأنشطة العربية والدولية وفرضت بتجربتها الفنية وجودها كرمز من رموز الحركة التشكيلية على المستوى الدولي.. وفي رصيدها حتى اليوم 17 معرضاً شخصياً، وأكثر من 70 مشاركة فنية معظمها خارج اليمن، إضافة إلى مزاولتها الكتابة النقدية لعدد من الصحف والمجلات والمنصات اليمنية والعربية.

“آمنة النصيري” بات اسماً مميزاً وفريداً في المحترف التشكيلي المعاصر على مستوى عربي وعالمي، وذلك لاعتمادها توليفة كبيرة من المخزون البصري والاتجاهات الفنية السابقة التي تعيد صياغتها برؤى إبداعية يمكن القول بأنها تؤسس لمدرسة فنية خاصة قد تسمى لاحقاً “النصيرية”.

ولأن هناك الكثير من الصعوبات والمشكلات التي تعيق وتحد من نجاح المرأة في المجتمع اليمني، فالمرأة تحتاج دوماً لبذل جهد مضاعف وهو ما قامت به الفنانة النصيري التي تسلحت بإيمان كبير بموهيتها لتصقلها بالوعي والاجتهاد والاستمرار في التعلم، حتى صنعت مجد لم تصنعه يمنية قبلها في مجال الفن التشكيلي.

مرت السنوات بشكل سريع، الطالبة الموهوبة التي تقاتل بشكل يومي للدراسة والتعلم سرعان ما أصبحت الأستاذة التي تدرس فلسفة الفن وعلم الجمال في أهم وأكبر جامعة يمنية “جامعة صنعاء”، أما آمنة “الموهبة” فقد أصبحت فنانة تشكيلية يُعتد بتجربتها وتحضر لوحاتها أهم المعارض العربية والعالمية.

ومنذ ما يقارب 40 عام ظلت الفنانة النصيري منشغلة في أعمالها الفنية بقضايا هامة كـ “إنسانية الحياة، والقيم الجوهرية الكامنة في عمق الأشياء الظاهرة، والتقاط نبض وجماليات الأشياء”، كما تدعو من خلالها إلى إعادة النظر إلى الحياة ومختلف المفاهيم بروح جديدة، والبحث عن الجمال الأكثر حقيقة ونقاء.

ويتمثل النجاح بالنسبة للفنانة النصيري في مدى تمكنها من تحقيق رؤاها كفنانة، وانجازها في منتوج تشكيلي على قدر من الجدية والخصوصية، وهي مسألة يصعب تأكيدها “تقول بثقة وتواضع”، لأن في ذلك نرجسية عالية، وتغمرها السعادة كلما وجدت أعمالها صدى أو تركت أثراً لدى الناس.

أسست في العام 2009 مرسم ومؤسسة “كون” للثقافة وتنمية الذائقة البصرية ولازالت ترأسه، كما رأست تحرير صحيفة “تشكيل”، كما ساهمت في تأسيس جماعة الفن المعاصر وأتيليه صنعاء ونقابة الفنانين التشكيليين اليمنيين.. وهي عضوة الرابطة الدولية للفنانين التشكيليين AIAP، وسكرتيرة الحلقة الثقافية اليمنية الدولية.
أصدرت كتابين في 2004 الأول بعنوان “مقامات اللون” عبارة عن مقالات ورؤى في الفن البصري، والثاني بعنوان “مواقيت لأحزان سبأ” مشترك مع الشاعر أحمد العواضي، وقبلهما عمل بالاشتراك مع الدكتور عمر عبد العزيز بعنوان “متوالية القديم والجديد” في عام 2003.

جدير بالذكر أنه وفي عام 2001 كرمتها جمعية النقاد الروس بمنحها الوسام التذكاري والعضوية الشرفية للجمعية.

اضغط هنا لقراءة السيرة الذاتية لـ الفنانة آمنة النصيري