حاورتها/ نادية صالح
قالت رئيسة مؤسسة قمرية الدولية للفنون وعضوة الرابطة العربية للفنون، الفنانة التشكيلية سحر اللوذعي، إن سنوات الحرب كان لها تأثير سلبي واضح على مظاهر الحياة كافة وعلى الفن التشكيلي خاصة، الامر الذي دفع العديد من الفنانين بالعزوف عن الإنتاج الفني من اجل التركيز على الدخل المادي.
وأكدت اللوذعي في لقاء أجرته معها صحيفة ” الميثاق”، الى أن التقصير الذي يتعرض له الفنان والعمل الإبداعي في اليمن هو تقصير حكومي من المؤسسات الثقافية والفنية، مشيرة الى أن أكثر من يقوم بدعم الفنانين في اليمن هم الإعلاميين الذين هم أنفسهم لا يجدون الدعم الكافي، ومع ذلك تراهم سباقين لاحتواء أنشطة الفنانين التشكيليين سواء داخل الوطن او خارجه ومحاولة تسليط الضوء على جهودهم بكل فخر.
كما تحدثت الفنانة سحر اللوذعي عن مسيرتها الفنية والمعارض التي شاركت فيها بالإضافة الى عدد من القضايا تجدونها في الحوار التالي:
* بداية هل لكِ أن تعرفي القارئ من هي الفنانة التشكيلية سحر اللوذعي؟
– أولاً اهلاً وسهلاً بكم، انا فنانة تشكيلية ومنسقة معارض يمنية، حاصلة على بكالوريوس لغات انجليزي من صنعاء وماجستير فنون تشكيلية من نيويورك. ورئيسة مؤسسة قمرية الدولية للفنون وسفيرة ملتقى الفنانين العرب في القاهرة وعضوة في الرابطة العربية للفنون وأكاديمية بنسلفانيا للفنون. عملت في مجال الترجمة في نيويورك وكذلك كمساعدة بروفسور في مادة التصوير المائي في قسم الفنون الجميلة في جامعة بروكلن، نيويورك. ولدي نشاطات متعددة تصب جميعها في اهتمامي بالفنون من رسم وخط وتصوير وتصميم بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية.
* ماذا لو تحدثينا عن رحلتك مع الفن التشكيلي، كيف بدأت؟ وكيف تقيمين الإنجازات التي وصلت إليها الآن؟
– الفن جزء أساسي في حياتي منذ طفولتي صقلته بالتجارب والتعليم وخوض العديد من التجارب الفنية. بالإضافة أن لدي مشاركات في معارض جماعية محلية ودولية وبيناليهات في دول مختلفة، و4 معارض شخصية في اليمن وأمريكا وتركيا.
ولله الحمد حصدت شهادات تقديرية وميداليات ودروع في مجال الفن التشكيلي نتيجة مشاركتي في في عدد من المعارض والفوز في مسابقات فنية وتنسيق فعاليات وتقييم أعمال في مسابقات او أنشطة فنيه بالإضافة الى تقديم أبحاث في مجال الفن التشكيلي كانت آخرها شهادة تقدير من حكومة نيويورك على انجازاتي في مجال الفن التشكيلي تم تكريمي من قبل عضوة مجلس الشيوخ نتاليا فرنانديز في ديسمبر 2021 وشهادة تكريم من الباشكان محمد ماضي عضو مجلس اسطنبول وشهادة تقدير من مؤسسة تجمع لون الورد الفني في تركيا في يونيو 2022م..
سعيدة وفخورة بما أنجزته الى الآن خاصة كوني أم ولديَّ العديد من المسئوليات التي تأخذ من وقتي ولكن مازال في جعبتي الكثير من الأهداف التي تشمل وطن احمله على كفي في كل خطوة أقوم بها.
* إلى أي مدرسة تشكيلية تنتمي سحر؟ أم أنكِ تتفردين بلوحاتك بعيداً عن الانتماءات؟
– في الحقيقة خضت عدة تجارب فنيه لمدارس مختلفة منذ طفولتي، كان لديَّ الفضول لتجربة العديد من الأنماط وتأثرت بالمدرسة السريالية التي وجدتها تناسب مخيلتي الغزيرة واهتمامي بالقضايا النفسية والفلسفية، وحالياً أجد نفسي اكثر في المدرسة الواقعية الانطباعية مع لمسة تعبيرية والتي اعتبرها مساحتي الخاصة التي اعبر من خلالها عن مكنونات العمل بحرية دون التقيد بأي قوانين معينة وفي أعمالي الأخيرة، اضيف مزيجي الخاص من الفنون الزخرفية والكاليغرافي بالاضافة الى الكولاج عن طريق إضافة ورق الذهب والأقمشة التراثية والزجاج الملون للإشارة إلى فن القمريات.
* في التشكيل لأبد من هيمنة لون على آخر، فما هي الألوان التي تهيمن على لوحاتك؟
- بالنسبة لي عادة اميل للألوان الدافئة خاصة الأحمر والذهبي.
* يقلل البعض من بروز المرأة في المجالات الإبداعية، كيف تواجهين ذلك؟ وهل وصلت الفنانة التشكيلية اليمنية إلى المكانة التي تليق بها؟
– أثبتت المرأة اليمنية انها قادرة على النجاح والتميز وعكس صورة مشرفة في العديد من المجالات سواء أكانت في اليمن أو خارجه. ولكن مقارنة بما تمتلكه المرأة اليمنية من إمكانات إبداعية في جميع المجالات إلا انها مازالت لم تحظ بالمكانة والدعم الكافي الذي تستحقه فهي تشق طريقها بصعوبة مع وجود العوائق المجتمعية والأسرية.
* خلال مسيرتك الإبداعية، شاركتِ في مجموعة من المعارض الجماعية والفردية، ما هو الإحساس الذي ينتابك وأنتِ تواكبين تذوق الجمهور لفنكِ؟
– إحساس فخر واعتزاز بهويتي خاصة حينما امثل بلدي في المعارض سواء الفردية او الجماعية وكذلك المعارض التي أقوم بتنسيقها والتي اسعى من خلالها لإبراز الجانب الحضاري والثقافي والفني المميز لليمن والذي لم يأخذ حقه بعد في الانتشار والتعريف.
* هل حظيت لوحاتكِ بقراءات نقدية؟ وماذا قيل عنها؟
– نعم وجدت الاهتمام من فنانين ونقاد في معارض في أمريكا وخلال تحضيري للماجستير مثل الفنان العالمي ارتشي راند والفنان التشكيلي الأمريكي ستيف مامفورد وغيرهم من الفنانين الذين درست على يدهم وكان لي شرف زيارتهم لمرسمي في نيويورك وتحليل اعمالي وتقديم نقد أكاديمي بناء. واكثر ملاحظة كنت اسمعها أنني اركز على التفاصيل بشدة وملاحظات أخرى أثرت ثقافتي الفنية.
وكذلك هناك القراءات التحليلية التي تتم من قبل الزائرين وعلى منصات السوشيال ميديا، وبشكل عام فإن التذوق الفني وقدرة الأشخاص على تحليل الأعمال وقراءتها بشكل شخصي أو أكاديمي بنّاء يختلف من شخص لآخر فالعمل التشكيلي أو النص البصري يجب أن يكون مفتوحا لكل التأويلات لذلك فأنا أحترم جميع الآراء وأخذها بعين الاعتبار.
* عودة لما يواجهه الفنان والمبدع اليمني، برأيك كيف أثرت سنوات الحرب على مسيرته الإنتاجية وقدراته الإبداعية؟
– سنوات الحرب كان لها تأثير سلبي واضح على مظاهر الحياة كافة وعلى الفن التشكيلي خاصة. لأن الفن هو نتاج المحيط وخلاصة مشاعر وتفاعلات الفنان ، لذلك أخذ الفن التشكيلي اليمني بُعداً فلسفياً مختلفاً مع اختلاف هذا التناول من فنان لآخر بحسب خصوصية التجربة ورؤية الفنان الشخصية التي من خلالها يترجم الحرب وتأثيراته وانفعالاته.
فتجد العديد من الأعمال التي يسبح من خلالها الفنان في فضاءات البحث عن الانتماء والبحث عن الحرية، وأعمال تسلط الضوء على الجوانب الجمالية في اليمن من تراث وحضارة ممزوج بأحلام وتطلعات مستقبلية.
ولكن بالمقابل هناك العديد من الفنانين الذي بدأوا بالعزوف عن الانتاج الفني من اجل التركيز على الدخل المادي.
* هناك تقصير إعلامي في ابراز ما يقوم به المبدعين، ما هي رسالتك، وماذا يحتاج المبدع اليمني ليبرز أكثر؟
– التقصير ليس إعلامياً وانما تقصير حكومي من المؤسسات الثقافية والفنية. اكثر من يقوم بدعم الفنانين في اليمن هم الإعلاميين الذين هم أنفسهم لا يجدون الدعم الكافي، ومع ذلك تراهم سباقين لاحتواء أنشطة الفنانين التشكيليين سواء داخل الوطن أو خارجه ومحاولة تسليط الضوء على جهودهم بكل فخر هذا ما لمسته من خلال تواصل العديد من الإعلاميين معي من صحف وقنوات في اليمن وخارجه.
المبدع اليمني يحتاج الى التشجيع والى منصات احترافيه لتوجيهه وتقديم النقد البناء وعمل جسر تواصل بينه وبين العالم لعرض اعماله وبيعها.
نقلا عن صحيفة الميثاق