تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مسلسلات رمضان وانتقال اليمن من الكوميديا إلى الدراما

مسلسلات رمضان وانتقال اليمن من الكوميديا إلى الدراما

مسلسلات رمضان وانتقال اليمن من الكوميديا إلى الدراما

 

محمد غبسي/
قد يكون من المبكر القول بأن اليمن أصبحت تمتلك دراما يمكن أن تنافس بها على المستوى العربي، لكن الوقت قد حان فعلاً للقول بأن اليمن دشنت مرحلة صناعة الدراما وهو واقع عكسته عشرات المسلسلات التي عرضت على القنوات اليمنية خلال آخر ست سنوات.

دخول عالم الدراما قد يكون الحسنة الوحيدة للحرب الدائرة في اليمن منذ تسع سنوات تقريباً، حيث أن المنتجين والممثلين وقنوات العرض حققوا هذه النتيجة بشكل تلقائي بمجرد محاولاتهم الهروب من التجاذبات والتصنيفات السياسية وسعيهم لجذب جمهور المشاهدين من كل فئات المجتمع.

ذلك ما حدث بالفعل، وقد شاهدنا قنوات نعرف مسبقاً بأنها محسوبة على أطراف سياسية لكنها في أكثر من موسم عرضت مسلسلات درامية ناقشت قضايا مجتمعية جذبت نسب كبيرة من المشاهدين اليمنيين رغم الاختلاف السياسي مع توجهات القناة في بقية موادها وبعيداً عن أسماء من يديرونها ويمولونها.

عامل آخر ساهم بشكل كبير في إرساء أول لبنات الدراما في اليمن يتمثل بمواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت للمشاهد اليمني أينما كان ومهما كان مستواه التعليمي أن ينتقد الأعمال الفنية سلباً وإيجاباً وأن يتفاعل بشكل يومي مع طواقم المسلسلات” ممثلين ومنتجين وكتاب ومصورين ومخرجين” موصلاً لهم رسالته في الوقت المناسب، وهذ الأمر لم يكن ممكناً عندما كان تواصل الجمهور بهم يقتصر على الظهور في القنوات أو النشر في الصحف وهو ما لم يكن متاحاً سوى لقلة قليلة من الكتاب والصحفيين والأكاديميين.

التفاعل الملحوظ الذي تطور خلال السنوات الأخيرة بين الجمهور والطواقم الفنية أمر إيجابي، مكن المنتجين والممثلين من الحصول على تقييم دقيق وسريع لأعمالهم سواء كعمل مكتمل أو لأجزاء منه كما حدث في رمضان الفائت، حيث لاحظنا إشادات بأدوار محددة لممثل معين في مشهد واحد مثل دور حسام الشراعي في أحد حلقات “العالية”، ودور نبيل الآنسي ككل في “دكان جميلة”، أو انتقاد لمجريات الأحداث مثل تمني بعض الكتاب والناشطين عدم “وفاة ظبية في مسلسل العالية”.

ومن المؤكد أن الإبتعاد عن الكوميديا المبتذلة التي كانت مسيطرة على عقليات المنتجين قد قادتهم إلى طريق الدراما، فعندما ناقشوا قضايا حقيقية واعتمدوا قصص مختلفة لكتاب مختلفين وجدوا أنفسهم أمام حقيقة مفاجئة تمثلت في مخاطبتهم كصناع دراما، هذا مكسب كبير للفنانين والمنتجين كما هو بالنسبة للمشاهد اليمني الذي ظل ضحية لمسلسلات هابطة فنياً طيلة عقود من الزمن لم تتجاوز محاولات إلقاء النكات.

عملية الانتقال من الكوميديا الى الدراما تجسدت حرفيا في الدور الذي لعبه الفنان نبيل الآنسي الموسم الماضي في مسلسل “عيال المرحوم”، حيث قام بدور أحد أبناء المرحوم إلى جانب الدور الذي ظل مقيداً به في عدة مسلسلات سابقة “زنبقة”، وفي ذلك المسلسل حظي الآنسي بردود فعل إيجابية تجاه دوره الجديد وكسب به ثقة المشاهدين، وهو ما عزز ثقة الآنسي بقدراته ودفع المنتجين إلى منحه دوراً بطولياً مستقلاً بشكل كامل عن “زمبقة” في مسلسل “دكان جميلة” حيث أدى دور “غريب” بشكل رائع ومتقن وضع المسلسل في صدارة الأعمال الفنية الأكثر مشاهدة طيلة شهر رمضان الماضي.