ظل الفن الصحفي الساخر “الكاريكاتير” معقداً لارتباطه بالأحداث والشخصيات السياسية والرياضية والاقتصادية وغيرها وفق سياسات التحرير التي تحددها الصحف والمجلات.
بأقلام الرصاص فقط، نجح الفنان محبوب الشبيبي بلفت الأنظار إلى موهبته عبر رسومات كاريكاتورية كوميدية “ساخرة” ينشرها بشكل يومي على صفحته في منصة “فيسبوك”، يستهدف بها الكثير من النشطاء والأصدقاء.
ما يقوم به الشبيبي يمكن وصفه بأنه عملية تحرير لفن الكاريكاتير وإبراز لقيمته كلغة تواصل وتفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهذا ما أثبتته رسوماته التي يتقنها وينجزها بشكل سريع بلمسات احترافية بسيطة، ويعززها بروحه الساخرة الجميلة التي تظهر من خلال تعليقاته المرافقة وردود فعله مع المعلقين الذين يمطرون صفحته بالقلوب والقهقهات.
ينافس فلترات تعديلات الصور الموجودة في تطبيقات الجوال وبرامج الرسم، ولو فتحت جوالك وحددت احدى صورك لتبدأ بالتلاعب بها في أي تطبيق سيسبقك الشبيبي ويرسل لك نسخة من صورتك بلمسات مدهشة.
الشبيبي مثال جديد لقدرة الشاب اليمني على الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي وتسخيرها لخدمة ابداعاته وتعزيز تواصله وصقل تجربته، خاصة وأنه يمارس فن صعب ينظر إليه المجتمع اليمني فائض عن حاجته وحالته المزاجية.
ويؤكد محبوب الحاج الشبيبي، وهو أحد شباب اليمن المغتربين بقوله “أرسم الكاريكاتير كهواية، واستهدف به الجميع، سواء كانوا مشاهير أو من الأصدقاء ولا أنشر أي رسمة إلا بعد موافقتهم”.
وفي تصريح خاص، يلفت الشبيبي إلى أن الأغلبية يتقبلون الرسم الساخر ويتفاعلون معه بأريحية، مع وجود نسبة ممن يزعجهم الأمر ويعتبرونه تنمراً أو تهكماً أو يشعرون بالإهانة، والمشكلة من وجهة نظره تعود لكون الكاريكاتير فناً غريباً على المجتمع اليمني بشكل عام.
بدايته الشبيبي مع الرسم الساخر تعود الى 2020، عندما طلب من أحد الرسامين أن يرسمه فلم يستجيب لطلبه، ووكانت ردة فعله بأن بدأ يرسم نفسه وكانت النتيجة رسمة ذاتية ساخرة، لكنه حول تلك المحاولة الى هواية، ورغم أن الرسومات الكاريكاتورية والبورتريهات الساخرة قد لا تعود بأي عائد مالي إلا في حالة العمل مع الصحف، لا يخفي الشبيبي بأنه يتلقى بعض العوائد التي وصفها بالـمكافآت.
ينشر الشبيبي من ثلاث الى أربع رسومات يومياً، وبالنسبة للوقت الذي يحتاجه لتنفيذ الرسمة فلا يتجاوز عشر دقائق، لكنه يتجنب النشر بشكل كبير لعدم تقبل الكثير من الناس هذا النوع من الفن.