تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » “ماء الذهب”.. أول عمل درامي يمني يُعرض على منصة اجتماعية

“ماء الذهب”.. أول عمل درامي يمني يُعرض على منصة اجتماعية

"ماء الذهب".. أول عمل درامي يمني يُعرض على منصة اجتماعية

لؤي العزعزي
بعد عامين من الانتظار، يبث “مسلسل ماء الذهب، خلال شهر رمضان المبارك، في منصة (تَلفِز) عبر موقعها وقناتها في اليوتيوب، كأول عمل درامي يمني يعرض في منصة اجتماعية.

المسلسل، الذي انتجته شركة “دوت نوشن للإنتاج الفني والإعلاني”، من إخراج” هاشم حمود هاشم”، يحاكي القضايا الاجتماعية المعاشة في المناطق الريفية، والنائية، ويتناول قضية تهريب الأثار، والتنقيب والبحث عن الذهب.

شارك في بطولة المسلسل الذي جرى تأجيله لعامين، كوكبة من نجوم الدراما اليمنية البارزين في مقدمتهم نبيل حزام، يحيى إبراهيم، محمود خليل، أمل إسماعيل، بالإضافة إلى فنانين شباب على رأسهم عبدالله يحي إبراهيم ، عبير عبدالكريم، هديل أبو أصيل، بالإضافة إلى محمد أبلان، وسارة المغربي.

و شارك الموسيقار الشهير محمد القحوم التأليف الموسيقى، فيما تولى هاني الشيباني، غناء شارة المسلسل، التي كتبها الشاعر عجلان ثابت.

وكتب سيناريو المسلسل ثلاثة كُتّاب وهم: “يسرى عباس” (كاتبة سيناريو مسلسلي’سد الغريب’ الذي عُرض على قناتي يمن شباب والمهرية 2020، و’اشواق واشواك’، عرض في قناة اليمن الرسمية عام 2009)، إلى جانب الروائي وجدي الأهدل، والكاتب محمد الأخشر.

عن المسلسل

قالت الكاتبة يسرى عباس، المشاركة في كتابة السيناريو والحوار، وكتابة المعالجة الدرامية بمفردها، إن “العمل يليق بالمشاهد اليمني والعربي”.

وأضافت في حديث لـ”الحرف 28″ إن ” مخرج المسلسل’هاشم هاشم’ مش سهل تفهمه، ولا تقارب أفكارك مع أفكاره. وصعب أنك تقنعه؛ ولكن الحمدلله قدرت اقنعه، واتقارب معه، وأكسب ثقته.. وأنا محظوظة بطاقم العمل”.

وتقول “عباس”، إن خبرتها التي اكتسبتها من مسلسل “سد الغريب”، جعلتها أكثر مسؤولية لتوصيل رسائل هادفة للمجتمع.

وتابعت بالقول: “اشتغلنا على العمل وتعبنا كثير.. أنا متأكدة أنه حيوصل أكثر من رساله هادفة”.

أما الكاتب والروائي وجدي الأهدل فقد قال ،” سوف يستمتع المشاهدون بمشاهدة المسلسل كما نأمل.. التفاصيل ستبقى مفاجأة للمشاهدين، مضيفاً أن “المسلسل أخذ حقه من التجويد والإجتهاد على كافة التفاصيل الفنية”.

وتابع: “المهم في النهاية أن يرى المشاهد مسلسلًا يحترم ذائقته الفنية”، لافتا إلى أن المسلسل متعوب عليه في الإخراج، والتصوير، والتمثيل، والموسيقى التصويرية، والمونتاج، وكافة التفاصيل الفنية الأخرى.

وأختتم الأهدل حديثه قائلاً “أعتقد أن المشاهد اليمني تحديدًا على موعد مع عمل درامي لافت.. فريق العمل يأمل أن يشكل هذا المسلسل نقلة نوعية على مستوى الدراما اليمنية”.

من جانبه، أكد الفنان عبدلله يحيى إبراهيم مدير انتاج شركة دوتنوشن التي تولت إنتاج المسلسل، إن ” العمل متعوب عليه، ويستحق الإنتظار والمتابعة”.

وتابع عبدالله إبراهيم، في حديثه للحرف 28، عن المسلسل، أنه “سيكون حسب التوقع والتعطش وسيشرف كل اليمنيين على مستوى العالم العربي”، على حد قوله.

لماذا تأخر البث لعامين ؟
على الرغم من الإعلان عن مسلسل “ماء الذهب” قبل عامين، لكنه لم يعرض، وتأخر بثه “لأسباب مالية”، وفقا للطاقم.
لكن مصادر فنية إن سبب تأجيل بث المسلسل، نتيجة تراجع إحدى القنوات المتفق معها، بحجة عدم قدرتها على دفع تكاليف العمل.

وقال الكاتب محمد الأخشر، إن سبب تأخر بث المسلسل لعامين كاملين، نتيجة لتأخر اكتمال إنتاج المسلسل، لافتا إلى أن قبل رمضان بعشرين يوم تم اكمال آخر مشهد في المسلسل، الشيء الذي دفع ببعض القنوات استغلال الفرصة، وعرض مبالغ قليلة مقارنةً بالإنتاج الضخم للعمل.

وأضاف الأخشر المشارك في كتابة السيناريو: “أخذنا بالاعتبار طموح وذائقة المشاهد اليمني والعربي. وواكبنا سياسة الشركة في الوصول للمشاهد العربي، وحرصنا أن يكون الحوار بلغة سهلة وبسيطة يفهمها أبناء الوطن العربي “.

الأخشر تحدث عن مزايا الشركة المُنتجة للمسلسل ‘دوت نوشن’ وتعاملها الراقي حيث ” تتقبل أي رأي طالما في صالح العمل و تشتغل بمبدأ اعطي الخبز لخبازه. وكل واحد مسؤول عن عمله، وكل واحد حريص يخرج العمل بشكل أكثر من رائع؛ لأنه المسؤول”.

من جانبها ذكرت الفنانة، أمل اسماعيل، بأن سبب تأخير البث هي الإمكانيات المادية، مشيرة إلى أن القنوات التلفزيونية لم تقدر العمل، لافتة إلى ان الشركة المنتجة للعمل استثمرت التأخير، لإضافة تحسينات وألوان.

الأداء التمثيلي

يقول الممثل الشاب “حسام منصر” صاحب دور العفريت حامي الكنز الأثري في المسلسل: ” الطابع الذي رسمناه من خلال المسلسلات القديمة اليمنية دائما ما يظهر فيها الممثل اليمني على أنه غبي، ومغفل بالفطرة وهذا العمل سيعكس نظرة المشاهد اليمني ورؤيته بشكل مختلف.
ويضيف : هذا العمل سيظهر مدى ذكاء، وعبقرية، وشهامة، وأصالة اليمني وهو قريب من الواقع ويمزج ما بين الماضي والحاضر “. وعن تجربته التمثيلية مع المخرج هاشم هاشم “.

يشير الى ما وصفها بعبقرية المخرج حيث يجعل الممثل يعيش اكثر من شعور ” تبدأ المشهد في حالة غضب، ثم في حالة تساؤل، ثم في حالة مكر، ثم في حالة سعاده..المخرج يجعلك تتحدث بنظرات عينك اكثر من لسانك” .

ويقول منصر ” العمل سيحيي في اليمنيين تاريخهم المفقود، واصالتهم. هذا ما استطيع البوح به”.

حقوق الفنانيين

يأتي هذا الإنتاج الدرامي، وسط ظروف حرب عكست نفسها على مختلف الأصعدة وكان الفنانون أكثر تأثراً بها.

وبالإضافة إلى هذه الظروف يعاني الممثل والفنان اليمني بصورة دائمة من النسيان وعدم تقدير أعماله، وحصوله على مستحقاته مقابل ما يقدمه، ولا يجد من يرعاه، في ظل عمل موسمي نادر، في بلد تشهد حربا منذ تسع سنوات.

وتحدثت الفنانة أمل إسماعيل، عن قلة شركات الإنتاج، والعمل الموسمي الواحد فقط طوال العام قائلة:” نحن كفنانين نعاني من مشكلة عدم الإستمرارية ماديًا وفنيًا.. تتحجر مشاعرنا، ويصعب علينا تقمص، ولبس الشخصية إلا بعد وقت طويل من التصوير، لم نكسب إلا حب المشاهدين فقط”.

وتابعت إسماعيل: “لا يوجد للأسف أي شركة انتاج تقدر الفنان في اليمن.. لازم تتغير السياسات الفنية والإدارية؛ عشان تتطور الدراما.. ما حد يتعامل بالحلقة في العالم كله إلا في اليمن”

وطالبت الفنانة اسماعيل، بضرورة انشاء نقابة للفنانيين تحمي حقوقهم، وتحافظ على مستحقاتهم، وتؤمن حياتهم كي يقدموا اقصى، وأفضل ما لديهم وهم واجهة المجتمع، وممثليه”.

واختتمت حديثها: ” نتمنى من الدولة ومن بعدها شركات الإنتاج تقدير الفنان، ودعمه، واقامة دورات خارجية، وتبادل ثقافي، وتعاون فني مع بقية الدول العربية.

صورة بانورامية لدراما تعاني .. وتتقدم

وعلى الرغم من السلبيات، والأخطاء في الدراما اليمنية، والقصور من الجهات المختصة، بالإضافة إلى الحرب والظروف الاقتصادية التي ألقت بثقلها على كافة المواطنين بمن فيهم صناع الدراما؛ إلا أن هناك تحسنا و نوعا من المنافسة والتطوير في العمل الدرامي.

ويشهد هذا الموسم طفرة ملحوظة في تقديم الأعمال الدرامية، بشكل لافت، منها قرية الوعل في قناة الجمهورية، وممر آمن على قناتي العربي الجديد ويمن شباب، وخروج نهائي في قناة المهرية، و لقمة حلال على قناة السعيدة.

وسط هذا التنافس يبرز سؤال مهم : هل ستُرضي الأعمال الدرامية لهذا الموسم ذائقة الجماهير الجمالية، الذين أصبحوا أكثر وعيًا، ومعرفة، وإدراك؛ اثر متابعة آخر الأعمال العالمية؟

نقلا عن موقع “الحرف 28”