“حديقة الفنان” للفنان العالمي كلود مونيه، والتي أبدعها في سنة 1880، وفيها درجة من الجمال تتعلق بالضوء والظل، وأخرى خاصة بدرجات الألوان المستخدمة، والكاشفة عن جمال الزهور، كما أن رسم الأطفال يضفي على المكان نوعا من الحركة، والعين المراقبة للجمال.
وكلود مونيه أحد أهم فنانى باريس، ولد فى عام 1840، وهو رائد المدرسة الانطباعية فى الرسم، وقام بإنجاز لوحة جديدة عام 1872م، وسماها “انطباع، شمسٌ مشرقة”، ولما كان الأول فى استعمال هذا الأسلوب الجديد من التصوير، فقد اشتق اسم المدرسة الجديدة من اسم لوحته “الانطباعية”.
خلال الجزء الأخير من سنة 1873، نظم مونيه وأوجست رينوار وكامى بيسارو وألفرد سيسلى جماعة المجهولين من الرسامين والنحاتين والنقاشين لعرض أعمالهم الفنية بشكل مستقل.
وفى أول معرض لهم والذى أقيم فى أبريل 1874، عرض مونيه العمل الذى أعطى المجموعة اسمها الخالد واللوحة تمثل مشهد ميناء لو هافر، ومن عنوان اللوحة استخدم الناقد الأدبى لويس لوروا مصطلح “الانطباعية” فى مقالته معرض الانطباعيون التى ظهرت فى أشهر صحيفة فى باريس فى ذلك الوقت، وكان مقصود به الانتقاص لكن الانطباعيون اتخذوه كاسم لهم.
فى عام 1860 التحق مونيه بالجيش وأرسل إلى الجزائر، ومن هناك كتب يصف وقع الألوان الشديدة والألوان المتوهجة فى هذه البلاد الشرقية على نفسه، لكن إصابته بحمى التيفود عجلت بتسريحه من الجيش، فغادر الجزائر راجعا إلى باريس ليواصل تعلمه للفن، واستطاع أن يقدم لنا العديد من الأعمال الفنية المهمة.
ومن أبرز اللوحات التى قدمها مونيه نساء فى حديقة 1867 م، والفطور 1873، ومستنقع الضفادع 1869، ومجموعة من الصور عن محطة سان لازار، ومناظر طبيعية من أرجونتوى وفيتوى انطباع شروق الشمس.
وخلال الحرب العالمية الأولى التى شارك فيها ابنه ميشيل وصديقه كليمنصو قام مونيه برسم سلسلة من الأشجار الحزينة المحطمة والتى تمثل الجنود الفرنسيين.
وسنة 1923 خضع لعمليتين لإزالة إعتام عدسة العين، والرسومات التى رسمها خلال تلك الفترة عليها طابع احمر اللون نتيجة لمرضه. وقد يعود السبب ايضاً إلى انه بعد إجراء العملية أصبح يرى ألوان فوق البنفسجية والتى لا ترى عادة وقد أثر هذا على الألوان التى قام باختيارها فى لوحاته.
توفى مونيه فى الخامس من ديسمبر سنة 1926 إثر اصابته بسرطان الرئة وعمره 86، ودفن فى مقبرة كنيسة جيفرني.