يتواصل في “متحف هيبورث ويكفيلد” بمدينة ويكفيلد البريطانية، معرض “مساحات محظورة: مئة عام من المناظر الطبيعية السريالية” الذي افتتح السبت الماضي، ويستمر حتى السابع والعشرين من نيسان/ أبريل المقبل، ويضمّ أعمالاً رُسمت بين عقدَي العشرينيات والأربعينيات.
يعود المنظّمون إلى البيان الذي كتبه الشاعر الفرنسي أندريه بريتون عام 1924، واعتبر تنظيراً مؤسساً للسُّرياليين، حول التعبيرات الفنية عن الواقع بعيداً عن أي تحكّم خارجي أو مراقبة تمارَس من العقل في توظيف لآراء سيغموند فرويد حول الأحلام والجنون.
المعرض الذي يقام بمناسبة مرور مئة عام على بيان بريتون، يأتي في نهاية سنةٍ شهدت معارض تحتفي بالحركة الأبرز في تاريخ الفن الحديث، أقيمت في مدن عدّة منها معرض “السريالية” الذي يتواصل في “مركز بومبيدو” بباريس حتى كانون الثاني/ يناير المقبل، ومعرض “رؤى رائعة: 100 عام من السريالية”، الذي نظّمه “متحف بودونغ للفنون” في شنغهاي في آب/ أغسطس الماضي، ومعرض “السريالية: عوالم في حوار” في “غاليري فوغلمان للفنون” بمدينة هايلبرون الألمانية خلال الشهر ذاته، وغيرها.
يتتبع المعرض كيفية تصوير السرياليين للمناظر الطبيعية كاستعارة للعقل الباطن، وكذلك العلاقة بين السريالية والبيئة، والمناظر الطبيعية كوسيلة للتعبير عن القلق السياسي، والقيود الجنسانية، والحرّيات، وإعادة تصور علاقتنا بالعالم من حولنا في النهاية، وتطوّر هذه الأفكار خلال حوالي عقدين من الزمن.
ويُعرض نحو مئة عمل لعدد من الفنانين منهم: سلفادور دالي، وإيلين آغار، ولي ميلر، وماكس إرنست، وليونورا كارينغتون، وإديث ريمينغتون، وماريون أدنامز، وكونروي مادوكس، وديزموند موريس، وكذلك أعمال مجموعة من الفنانين المعاصرين لا يزالون يعملون ضمن إرث السريالية حتى اليوم، مثل: الكندية شوفيناي أشونا، والأميركية ستيفاني هاينز، والبريطانية هيلين مارتن وغيرهن.
ولا يفصل المنظّمون بين نظرة السرياليين للطبيعة وبين استجابتهم للاضطرابات السياسية في سلسلة من الأعمال، التي أتت في أواخر الثلاثينيات بعد اجتماع ليون تروتسكي مع أندريه بروتون في مدينة مكسيكو حيث صاغا بيان “نحو فنّ ثوري حر”، في محاولة لإعادة الاعتبار للسريالية التي بدأت تنجرف إلى بُعد تجارية في بتلك الفترة، وسيضمّ هذا القسم من المعرض أيضاً العديد من المنحوتات واللوحات للفنان المصري المعاصر وائل شوقي (1971) الذي يبحث في أعماله الذاكرة والتاريخ والأسطورة.
يُذكر أنه سيوزعّ في المعرض كتاب يحمل العنوان ذاته، ويتضمّن مقالات لنقاد وباحثين هم: إليانور كلايتون، وباتريشيا ألمر، وآنا ريد، وتور سكوت، وسيمون واليس، والذين يدرسون فيه التفاعل غير المدروس بين السريالية وعلوم الحياة.