حتى مساء السابع والعشرين من الشهر الجاري، يتواصل المعرض السنوي لـ”جمعية التشكيليين العراقيين” في بريطانيا، الذي افتتح الجمعة في “غاليري بهافان” بلندن تحت عنوان “سرد تشكيلي”، بمشاركة واحد وعشرين فناناً تشكيلياً عراقياً.
تمثّل الأعمال المعروضة تجارب فنانين ينتمون لأجيال عدة منذ الخمسينيات وصولاً إلى اليوم، كما تعكس تنوعاً على مستوى الرؤى والأساليب التجريدية والتشخيصية، وكذلك الوسائط الفنية من رسم وقطع نحت وخزف وغرافيك.
يشارك في المعرض علاء بشير (1939) الذي بدأ الرسم وهو لا يزال على مقاعد الدراسة في كلية الطب بـ”جامعة بغداد”، حيث انخرط في جماعة الانطباعيين العراقيين سنة 1958 قبل أن ينزع إلى السوريالية بالإضافة إلى أعمال الحبر التي اقتربت من الواقعية، ومنحوتاته الطينية بدءاً من التسعينيات التي تناولت الحرب بشكل أساسي، ومنها نُصب “ملجأ العامرية” (2002).
كما تحضر أعمال هاشم سمرجي (1939) الذي تخرّج من “معهد الفنون الجميلة” في العاصمة العراقية سنة 1957، وواصل دراسته حيث حصل على منحة زمالة لدراسة الغرافيك في البرتغال، ليعود إلى بلاده وينضمّ إلى جماعة “نحو رؤيا جديدة” مع محمد مهر الدين وضياء العزاوي وآخرين نهاية الستينيات، ويقدّم تجريباً على مستوى الشكل والتكنيك مستفيداً من الشكلانية و”الأوب آرت”.
أما أعمال فيصل لعيبي (1945)، الذي تأثر منذ بداياته بفن المنمنمات مطوّراً أسلوباً خاصاً به يعتمد التنوع اللوني الهائل ضمن تدرجات وتضاد مدروس في تصويره لمشاهد من الحياة اليومية العراقية التي يحضر فيها خاصة أصحاب المهن من عمّال وحلّاقين وباعة الفاكهة والجزّارين والنساجين وصابغي الأحذية وغيرهم في مناخات من الواقعية السحرية.
وفي لوحات سعدي داود (1955) رموز مستمدة من الحكايات الشعبية في التراث العراقي مع توظيف للزخرفة واللون، بينما تقدّم خزفيات ثامر الخفاجي (1950) موتيفات من حضارات بلاد الرافدين والحروفيات العربية ومشاهد من طبيعة بلاده.
إلى جانب لوحات لكلّ من الفنانين: باسم مهدي، وحسين السكافي، وحسن الجراح، ورائد هوبي، وزينب الجواري، وسلمة الخوري، وصادق طعمة، وطه الهيتي، وعلاء جمعة، وعلاء السريح، وعلي الموسوي، ولينا العجيلي، ومهدي الشمري، ومريوان جلال، ومحمد الدعمي.
يُذكر أن “جمعية التشكيليين العراقيين” في بريطانيا تأسست سنة 2008، وأقامت معرضها السنوي التأسيسي في العام التالي، بهدف تسليط الضوء على المشهد التشكيلي العراقي ومساهمات أجيال الفنانين المقيمين في الخارج ضمن هذا المشهد.