تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » «مبدعون خالدون».. يستعيد ذاكرة مصر التشكيلية

«مبدعون خالدون».. يستعيد ذاكرة مصر التشكيلية

يستضيف «جاليري ضي» بالزمالك، معرض «مبدعون خالدون» الذي يستعيد ذاكرة الفن المصري، عبر لوحات تنبض بروح مصر القديمة والحديثة، من خلال أعمال فنانين تركوا بصماتهم في الوجدان، عددهم أكثر من مئة فنان رحلوا عن عالمنا، لكن إبداعاتهم لا تزال تقاوم الغياب، وتبعث الحياة في ذاكرة الفن التشكيلي.

تستقبل قاعات المعرض أكثر من 200 عمل فني متنوع، تجتمع فيه مختلف المدارس والأساليب، وتتنوع فيه التقنيات، لكن ما يوحد التجربة هو الحضور الطاغي للهوية المصرية، مشاهد من الريف والمدينة، ملامح من وجوه الناس، وإشارات متكررة إلى العادات والرموز الشعبية، وكلها يعبر عن الإبداع التشكيلي على مر الزمان.

فكرة المعرض التي انطلقت قبل سنوات تعود اليوم في دورتها السادسة، عبر مبادرة فنية تسعى لتكريم أسماء لم تنل ما تستحقه من التقدير، واستعادة حضورها فى ذاكرة الفن المصرى، فمن خلال مشاهدتنا للوحات المعرض ندرك أننا أمام قطع فنية، ممزوجة بالسيرة الذاتية لكل فنان، تنطق بالتاريخ، وتعكس ظروفا اجتماعية وسياسية عاشتها مصر فى مراحلها المختلفة.

وتتنوع الأعمال بين التصوير، والنحت، والخزف، والفن التجريدى، فى مزيج ثرى يتيح فرصة للتأمل والتحليل، فالمعرض يضم أكثر من مدرسة فنية، يتنقل بين التعبيرية والتجريدية، بين الواقعية والسريالية، والمزج الحر بين الأساليب، ما يجعل من كل لوحة تجربة منفردة بذاتها، تعبر عن صاحبها لا عن إطار فنى واحد، وما يميز هذه الدورة هو عرض مجموعات كاملة لبعض الفنانين، مثل شاكر المعداوي وصلاح طاهر وعزالدين نجيب، ما يتيح للمتلقى تتبع تطور الأسلوب للفنان عبر الزمن، تظهر العناصر التراثية والشعبية بوضوح فى الكثير من الأعمال، سواء من خلال البيوت الريفية، الوجوه السمراء، المشاهد اليومية، أو الإشارات الرمزية، وتبرز أسماء مثل إنجي أفلاطون، سيف وانلى، حامد عبد الله، وحسن سليمان، إلى جانب فنانين غادرونا مؤخرًا مثل حلمى التونى ومصطفى الفقى، لتصنع حالة فنية تنبض بالتنوع والتاريخ فى آن واحد.

ورغم غياب بعض الأسماء البارزة مثل حامد ندا وعبد الهادي الجزار، فإن القائمين على المعرض يحرصون على استكمال المشهد فى الدورات القادمة، بما يضمن شمول المشروع لكامل خريطة الفن المصرى الحديث، فأهمية المعرض ترجع إلى التوثيق الفني للأعمال النادرة التى لم نشاهدها من قبل، منها لوحات الفنان حسن سليمان وصلاح طاهر، «مبدعون خالدون» ليس مجرد عنوان، بل مشروع مستمر لإعادة صياغة ذاكرة الفن في مصر، واستعادة ما سقط سهوا من أرشيف الجمال والبصمة المصرية، هو نافذة على زمن لم ينته، بل يعيش بيننا بألوانه وأحلامه.