تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أقدم موناليزا في التاريخ.. ما سر لوحة أوز ميدوم الفرعونية؟

أقدم موناليزا في التاريخ.. ما سر لوحة أوز ميدوم الفرعونية؟

رغم أنّها تبدو كغيرها من مئات اللوحات الفنية المعروضة على مستوى العالم، فإّن أبرز ما يميز لوحة الموناليزا وهو كلمة السر خلف شهرتها العالمية أيضًا، هي زاوية تصويرها الفني التي حيرت الخبراء، والتي تجعلها تبدو وكأنّها تنظر لمن يقف أمامها من أي زاوية، ورغم غرابة الأمر فإنّ الكثير لا يعرفون أن المصريين القدماء قد سبقوا الفن الحديث بتقديم لوحة «الموناليزا» بشكل مختلف قبل آلاف السنين، فما قصتها؟
لوحة أوز ميدوم
تعتبر لوحة أوز ميدوم والتي أُطلق عليها من قبل علماء المصريات أقدم موناليزا في التاريخ، واحدة من أشهر المنحوتات بالحضارة المصرية القديمة، فهي ليست مجرد رسمة لطيور على جدار مقبرة فرعونية، بل هي واحدة من الأعمال التي توثق لحظات نادرة من العبقرية الفنية التي سبق بها المصري القديم العالم بآلاف السنين، وإتقانه الكبير لمعنى الفن الواقعي.

تم العثور على لوحة أوز ميدوم لأول مرة في مقبرة الأمير نفر ماعت وزوجته إتت بمنطقة ميدوم في بني سويف، ويعود تاريخها إلى أواخر الأسرة الثالثة وبدايات الأسرة الرابعة أي في نحو عام 2600 قبل الميلاد، وفق محمد فتوح الشراكي، مفتش وزارة السياحة والآثار، خلال حديثه لـ«الوطن».
سبب شهرة اللوحة
ما يجعل لوحة أوز ميدوم استثنائية من بين الآلاف من الأعمال الفنية المصرية القديمة، هي الدقة المذهلة في رسم تفاصيلها من ريش الطيور وخلق حالة من اختلاف الألوان والتوازن في الحركة البصرية، ومنح الإحساس للرائي بالحياة وكأن الأوز سيتحرك في أي لحظة، وهو ما تسبب في إطلاق اسم «الموناليزا المصرية» عليها.
وفي نقش هذه اللوحة الفنية استخدم الفنان المصري القديم ألوانًا طبيعية ما زالت تحتفظ ببريقها حتى اليوم، في تحدٍ صريح لعامل الزمن.

لماذا تُشبه الموناليزا؟
كما تخفي الموناليزا سر ابتسامتها، تخفي لوحة أوز ميدوم سرًا آخر وهو الكمال الفني المبكر، فاللوحة لا تمثل مجرد مشهد طبيعي، بل تعكس فهمًا عميقًا للتشريح، والظل والنور، والانسجام البصري الذي وصلت عبقرية المصري القديم له.
والأوز يرمز في هذا النقش للوفرة والخصب والاستمرارية، وكأنّ الفنان المصري أراد أن يضمن لصاحب المقبرة حياة مليئة بالخير حتى بعد الموت.