مسقط 13 ديسمبر 2021 (شينخوا)
انطلقت اليوم (الاثنين) من العاصمة العمانية مسقط فعاليات “أسبوع التبادل الثقافي الرقمي بين شباب الصين وسلطنة عمان” ، الذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية افتراضيا بالشراكة مع وزارة الثقافة الصينية، وتستمر فعالياته حتى يوم (الخميس) المقبل.
وبحسب بيان صحفي لوزارة الثقافة والرياضة والشباب العمانية، رعى افتتاح هذه الفعالية التي أقيمت بالمبنى الرئيسي للشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) وكيل الوزارة سعيد بن سلطان البوسعيدي، وذلك بحضور لي لينغ بينغ السفيرة الصينية لدى عمان، وتضمنت الفعالية معارض مصاحبة منها معرض الشركات الشبابية العاملة في الثقافة الرقمية، ومعرض التصوير والنحت للفنانين الصينيين والعمانيين.
وأضاف البيان أن هذه الفعالية الافتراضية تهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب في الثقافة الرقمية بين الشباب الصيني والعماني والتواصل بين الموهوبين والفنانين ورواد الأعمال في البلدين الصديقين.
وقال وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب سعيد بن سلطان البوسعيدي في كلمته في حفل افتتاح فعاليات الأسبوع “إننا نثمن بهذه المناسبة دور السفيرة لي لينغ بينغ سفيرة جمهورية الصين الشعبية في سلطنة عمان ومبادرتها المهمة في التبادل الثقافي بين عمان والصين”.
وأضاف البوسعيدي قائلا ” إن مثل هذه الفعاليات لها أثر مهم في بناء الثقة والتفاهم بين الشعوب، كما أنها تمكن من التصدي للتحديات التي يواجهها المجتمع الدولي في معالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك” .
وأشار إلى أن موقع سلطنة عمان الاستراتيجي ضمن طريق الحرير الجديد يعطيها مكانة هامة للتبادل والتعاون الثقافي، ويؤهلها للربط والمساهمة النوعية في مبادرة الحزام والطريق، حيث يأتي هذا الأسبوع ليؤكد امتداد تاريخ العلاقات العمانية – الصينية التي وثقتها وخلدتها الوثائق والمحفوظات في سجلات البلدين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية.
وقال إن إطلاق ((الأسبوع الثقافي الرقمي العماني- الصيني)) يؤكد على أهمية استثمار فضاءات العالم الرقمي الافتراضية للتبادل الثقافي، فقد حالت الظروف الوبائية العالمية من اللقاء المباشر ومن إقامة الفعاليات واقعيا، مشيرا إلى “أننا نشهد جميعا ما توفره المنصات الافتراضية للشباب من فرص تفاعلية بين الشعوب”.
وختم كلمته قائلا “نأمل بعد انتهاء هذا الأسبوع أن يستمر الشباب في البلدين بتصميم مبادرات وإطلاق شراكات ثقافية تسهم في تمكين قطاع الثقافة الرقمية في المجالات الثقافية والفنية والاقتصادية والرياضية والإعلامية وغيرها وتساعد في تحقيق التقدم الحضاري للبلدين”.
وقال نائب وزير الثقافة والسياحة الصينى تشانغ شيوى في كلمة مرئية له: “قطعت العلاقات الصينية العمانية شوطا كبيرا في السنوات الماضية، حيث تتوثق التبادلات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بين الجانبين بشكل متزايد، كما ترتقي علاقات الشراكة الاستراتيجية بينهما إلى درجة جديدة باستمرار”.
وأضاف تشانغ شيوى قائلا “اليوم تعقد الجهات المسؤولة عن الشؤون الثقافية في الصين والسلطنة بالتعاون فعاليات التبادل الثقافي الرقمي بين الشباب، وآمل في أن يدفع شباب البلدين من خلال المواضيع ذات الاهتمام المشترك والأشكال المفضلة لدى الجميع لتجربة الاندماج والتواصل الثقافي بين البلدين، ومشاركة الأمثلة الناجحة في ريادة الأعمال والابتكار في قطاع الثقافة الرقمية لديهما، وتفعيل دور الشباب كالقوة الناشئة في قطاع الثقافة الرقمية، وذلك عن طريق اتخاذ التبادل والتعزيز كهدف رئيسي والتركيز على الكرتون والأنيميشن، والموسيقى الرقمية، والتجربة المغمورة، ومباريات الرياضات الالكترونية وغيرها من مجالات الثقافة الرقمية الأكثر حيوية وجاذبية “.
ومن جانبها قالت السفيرة الصينية لي لينغ بينغ في كلمتها خلال الفعالية إن الصين تعتبر الشباب كالقوة النشطة والعمود الفقري للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، ولذا فقد أصدرت الحكومة الصينية “الخطة المتوسطة والطويلة لتنمية الشباب (2016-2025)” التي تضع خطة التنمية المفصلة للشباب في مجالات التعليم والصحة والزواج والتوظيف والثقافة وغيرها، وتهدف إلى كشف الطريق الصحيح لتنمية الشباب وخلق بيئة جيدة لهم وتعزيز استعداداتهم والارتقاء بمستوى التنمية العامة لهم.
وأضافت قائلة “إن التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وشبكة الجيل الخامس (5G) وواقع افتراضي (VR) تتقدم بالسرعة والنشاط، وتتوجه الصناعات الثقافية في مختلف الدول إلى الرقمنة باستمرار. وفي ظل الوضع الجديد، إن تعزيز التبادلات والتعاون بين شباب الجانبين الصيني والعماني ذو أهمية إيجابية لتوريث الصداقة التقليدية بين البلدين وتحقيق التنمية المتجددة لهؤلاء الشباب بالإضافة إلى تعزيز التناغم العالمي” .
الجدير بالذكر أن الصين وعمان تربطهما علاقات قوية وممتدة، وقد تم رفع مستوى العلاقات بين البلدين في العام 2018 إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، كما تربط بينهما علاقات اقتصادية قوية، فالصين تمثل 64 بالمائة من صادرات السلطنة ويتصدرها النفط والغاز، حيث تستورد سنويا ما نسبته 75 إلى 80 بالمائة من صادرات النفط العماني سنويا، أما في الاستيراد فتمثل الصين 11 بالمائة فيما يتعلق بالسلطنة.
وبلغت الاستثمارات الصينية في السلطنة خلال الـ 15 عاما الماضية 6.6 مليار دولار، منها 76 بالمائة في قطاعي الطاقة والبتروكيماويات .
كما أن الصين هي المستثمر الأبرز في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة العمانية من خلال مشروع “الحديقة الصينية- العمانية بالدقم” والتي تقام على مساحة 1170 هكتارا وتبلغ جملة الاستثمارات الصينية بها 10.7 مليار دولار عند اكتمالها.