تمكن رجل الأعمال الكندي، ديفيد انجيلو، من تحويل منزله إلى متحف صغير، مكتمل الأركان بغرفه وسقوفه العالية، على الرغم من إصابته بعمى الألوان منذ الولادة، حيث عرض في أنحائه مقتنيات من الفن الحديث كان قد جمعها على مدى أكثر من 30 عاماً.
قد تكون معاناته مع عمى الألوان قد أضفت المزيد من الروعة على مجموعته الفنية، وهو يقر في مقابلة مع صحيفة «ذا ستار» الكندية: «أنا لا أتأثر بالألوان المتضمنة في العمل. بالنسبة لي يتعلق الأمر أكثر بالمزاج والتكوين. بالتالي، ليس مفاجئاً أن يكون غرامي الأول بالرسام فرانسيس بيكون، بنغماته وسوداويته التي يتردد صداها معي».
كان قد ترعرع في منطقة منخفضة الدخل خالية من الفنون في اونتاريو. وكل ما يتذكره فنياً هي مطبوعة منظر طبيعي معلقة على الجدار في منزل الطفولة. لكن والدته كانت تصطحبه وأخته معها إلى متحف انتاريو الملكي ما أضاء المسار له.
وقد تبدو طريقة عرض أعماله الفنية التي تغطي كل جدار وزاوية تقريباً عشوائية، إلا أنه يقول: «كل قطعة تتعلق بأخرى وبي أنا، فمن المهم أن تجري لكل قطعة حواراً وأن تتناسق فيما بينها». وهو يترك لشريكته هيلين «الشديدة الحساسية للألوان» مجال التعامل في هذا العامل الذي كان يتجنبه في الماضي.
بالنسبة إلى مشترياته يقول إنها لا بد أن تحرك مشاعره، وتجعل ليله مضطرباً قبل الحصول عليها. وهو يصف إحدى منحوتاته كالآتي: «كلما نظرت إليها لاحظت أنني كنت قادراً على قضاء المزيد من الوقت مع أفكاري».
بين عمليات الاستحواذ الأخيرة التي قام بها، مطبوعة حجرية بعنوان «تذكر محاكمة الخيانة» للفنان ويليام كنتريدج والتي تتكون من 63 لوحة تصور شجرة مأخوذة من كتيبات التعدين بجنوب أفريقيا في تسعينات القرن 19. ويشير العنوان إلى القضية ضد نيلسون مانديلا عام 1956.
كذلك منحوتة لفنانة الخزف الصينية الكندي سامي تسانغ، التي تعكس أعمالها، وفقاً لانجيلو «التحول إلى شخص يتخلى عن المعتقدات والتوقعات التقليدية من أجل النمو شخصياً».
كذلك بين القطع البارزة سلسلة أعمال البورتريه لأحد أهم الفنانين المعاصرين في كندا، كينت مونكمان، والتي سيعرضها أنجيلو في روما في أكتوبر.
وإذا كان هناك من شيء يشعر نحوه انجيلو بشغف مماثل غير الفن، فهو البيسبول. وهذا يظهر في تقديره لجورج سوسناك، الذي رسم لوحات رائعة على كرات البيسبول، وهي معروضة بكل روعتها في متحفه.