تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » نصر عيسى.. فنان يمني شاب يسعى لتحقيق طموحه

نصر عيسى.. فنان يمني شاب يسعى لتحقيق طموحه

نصر عيسى.. فنان يمني شاب يسعى لتحقيق طموحه من تحت

 

كرم أمان

“الحرب حرمتنا من أكثر شئ كنت أحلم به، فكم سعيت كي أشارك في برنامج المواهب الغنائية (آراب آيدول)، وعندما تم قبولي للمشاركة بعد سنوات من المحاولات، اندلعت الحرب في البلد في 2015 ، ولم أتمكن من السفر حينها، هذا دمرنا كثيرا وحطم حلمي، ولكني استجمعت قواي مجددا وتجاوزت الإحباط التي كان يتملكني، بفضل الله ثم بمساندة أهلي الدائم لي”.

كانت هذه أكبر النكسات التي تعرض لها الفنان اليمني الشاب الصاعد نصر عيسى، التي قالها بألم وحسرة في حديث خاص لعدن حرة، وهو يسرد تفاصيل مثيرة عن حياته ومشواره الفني، وبداياته في الغناء من مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد.

ولد نصر عبدالملك عبده محمد عيسى في عدن في العام 1989، ويسكن مع والداه وأخوته في منطقة القاهرة بمديرية المنصورة شمال عدن، درس المرحلة الابتدائية في مدرسة إدريس حنبلة، بينما الإعدادية كانت في مدرسة نشوان، بعدها انتقل إلى ثانوية عثمان عبده التي مازال يتذكر مديرها “أحمد عقيل باراس” في ذلك الوقت.

بداياته الغنائية

بدأ نصر مشواره الغنائي وهو في السابعة من عمره، حيث قال في حديثه لعدن حرة: “كانت بدايتي في الغناء منذ السابعة من العمر، وتحديدا منذ أن كنت في الصف الأول الابتدائي، حيث انطلقت بداياتي من خلال الأنشطة المدرسية والإذاعة الصباحية في المدرسة، تم شاركت في عدة فعاليات في قناة عدن الفضائية، و العديد من الحفلات الوطنية في عدن منذ الصغر”.

وأضاف: “كنت أرى زملائي في الإذاعة المدرسية، وكنت بيني وبين نفسي أود أن أشارك، ولكني كنت خجول جدا، وفي ذات يوم حاولت نزع الخجل وهممت بالمشاركة، فكانت المفاجأة حينها عندما رأيت الاعجاب ظاهرا على الجميع وبحرارة التصفيق، أدركت حينها أني نجحت وتجاوزت أول امتحان في حياتي، خاصة وأني حظيت بعدها بالتفاف الجميع حولي”.

تعوّد نصر منذ وقت مبكر من عمره على سماع الأغاني الطربية، وتحديدا على أغاني أم كلثوم وعبدالحليم وصباح ووردة، ومحليا كان نصر عاشقا للفنان اليمني محمد سعد عبدالله، الذي قال بأنه تأثر كثيرا بأغانيه، كما يحب أحمد قاسم و محمد عبده زيدي ومحمد صالح عزاني، ويقول أنه كان يذخر مصروفه اليومي حتى يتمكن من شراء مذياع وأشرطة لهؤلاء الفنانين لسماع أغانيهم.

الفرص والعراقيل

يرى نصر أن طموحه كطموح أي شاب يملك صوت جميل، ويأمل أن يملئ العالم كله أغاني وحب وسعادة، كما يتمنى بالقضاء على كل الأصوات النشاز التي ازعجت المجتمع مؤخرا، ويطمح في الوصول إلى المكانة التي يتمناها.

ويتحدث نصر عن المعوقات والعراقيل التي تقف أمام تحقيق طموحه، مؤكدا أن الجانب المادي هو أكثر من يعرقل طموحه، حيث قال: “عندما لا تجد الدعم، لا تجد منتج، ولا تجد شاعر ولا ملحن ولا موزع موسيقي، جميع هؤلاء بحاجة إلى تكاليف باهظة ،هنا يتحطم الفنان ويحبط، لكن لا يأس معي، فأنا سوف أنتج من حسابي الخاص قريبا بإذن الله”.

ويبدي نصر تذمرا ملحوظا عند الحديث عن الفرص المستقبلية، إذ يرى أنه في حال كان في بلد آخر غير اليمن لكان هو وكثير من الفنانين الصاعدين، مثل نجوم العالم العربي، مشيرا إلى أنه مر بمراحل كفاح وعناء طويلة حتى يتمكن من الوصول إلى ما وصل إليه حاليا، بجهود شخصية و دون مساعدة أو دعم من أحد.

يتواجد نصر في الوقت الحالي في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا منذ أربعة أشهر، وفق عقد عمل مع احدى الشركات للغناء في فندق لبناني خمسة نجوم، ولكنه يؤكد لإرم نيوز أنه سيعود إلى عدن، وسيشرع في استكمال أول ألبوم غنائي خاص به، والذي بدأ في إجراءاته منذ عامين.

الفن العدني

يرى نصر أن الفن في عدن بات مدفونا ، متسائلا: “أين فن عدن؟ أين شعراء الزمن الجميل؟ أين الألحان التي تجعل الفنان يدمع عند سماعها؟، وقال: “صرنا نبكي على فن دُفن، وإرث ثقافي وفني بات على حافة الطريق، فهناك قلة قليلة من الفنانين الذين مازالوا يصارعوا للبقاء والتمسك بالفن، وكدت أن أدفن أيضا، لولا طموحي وشغفي ومثابرتي الذي تمسكت به وتعلقت فيه، والحمد لله شاركنا في عدة دول عربية وافريقية وخليجية ورفعنا رأس الوطن وأغانينا العدنية ، وحاليا نحن في أديس أبابا”.

ويرى نصر أن الحرب و السياسة دمرت كل شيئ وليس الفن فحسب، وللأسف :” نحن أصبحنا مشردين داخل الوطن وخارجه، وليس لنا قيمة بسبب ذلك” .

ولم ينسى نصر أن يتطرق إلى الشخص الذي وصفه بالأب الروحي له “المهندس عبدالله حسان” مدير استيديو ناي ميديا في عدن، لافتا إلى أنه كان أول من احتضنه وشباب عديدين في الاستيديو واستفادوا من خبراته كثيرا، كما لم ينسى شقيقه هشام عيسى، وصديقه يزيد الربيعي، اللذان كانا دائما يقفان إلى جانبه ويسندانه.

أمنيات بدويتو

ويتمنى نصر أن يغني إلى جانب حسين الجسمي ووائل جسار وصابر الرباعي، وعلى المستوى المحلي قال بأنه يحب كل الفنانين وتربطه بهم علاقات إخاء وصداقة متينة، لكنه لم يخفي رغبته الجامحة في اللقاء بالفنان عبود خواجه والغناء معه، مشيرا إلى أنه الآمل الوحيد المتبقي للفن العدني.

ويبدي نصر رضىً بآداءه الفردي الحالي، ولكنه قال: “الفن والغناء بحر كبير، كل يوم أتعلم واستفيد منه، وأتمنى دراسته بشكل أوسع لكي أستفيد أكثر”.

أنقذوا الفن

وتوجه نصر في ختام الحوار معه ، بدعوة لجميع جهات الاختصاص في اليمن، دعاهم فيها إلى إنقاذ الفن العدني وما تبقى من إرث عدن الثقافي والفني، وقال: “نريد نقابة خاصة للفنانين والممثلين، وجمعية تجمع المبدعين وتصقل مواهبهم، فالحروب أنهكتنا، والسياسة فرقتنا، وحطمت كل شئ جميل”.

المصدر/تحديث نت