سامح محمد فؤاد
نحن نشهد موجة موسيقية من الانحدار الموسيقي والتلوث السمعي الضوضائي، والانحطاط بالذوق العام، لم تشهدها مصر من قبل فيما يسمى بأغاني المهرجانات أو من ليس لهم تصريح بالغناء من نقابة الموسيقيين المصرية.
هجمة شرسة ضد الفكر والمثقفين والفنانين
ما نشهده اليوم هو عبارة عن هجمة شرسة ضد الفكر والمثقفين والفنانين، وطمس للغناء العربي الأصيل بوجه عام، وطمس لمعالم الموسيقى الشرقية بوجه خاص.
فبعد أن كنا نستمع إلى كوكب الشرق والعندليب الأسمر موسيقار الأجيال وغيرهم من أصحاب القامات الغنائية الشامخة في سماء العروبة بعزة وفخر، الذين عودونا على الكلمات العذبة والهادفة وعلى الألحان الموسيقية بكافة جمالها الخلاب.
إلى موسيقاها التي خطفت وما زالت تخطف قلوبنا أصبحنا نستيقظ من نومنا على أصوات تشمئز منها القلوب، وتنفر منها الآذان، وترفضها العقول من الموجة العارمة التي تسمى بتسونامي المهرجانات، حيث الانحطاط الثقافي والفكري والأدبي والفني والموسيقي، فنحن نرفض وبشدة أن نربي أبناءنا على هذه المهرجانات.
نحن نريد أن نربي أبناءنا على التذوق الجمالي والحس الموسيقي المرهف كما ربّانا آباؤنا سنربي أبناءنا، وبعد أن كانت مصر تتربع على عرش الموسيقى العربية والشرقية.
أصبح المسيطرون عليها أولئك المهرجون أصحاب المهرجانات، فإنهم وصمة عار في تاريخ الموسيقى العربية، بل إنهم نكبة موسيقية لحقت بفننا الشامخ، وحرب قذرة على عقول أبنائنا، وتغيير مفاهيم أولادنا لتصنع جيلًا هشًّا مهمشًا من كل حس موسيقي مرهف.
لا أنسى دور الفنان المبدع والشاعر المتميز الأستاذ مصطفى كامل نقيب الموسيقيين صاحب القلب الكبير والوجه البشوش واليد النظيفة الذي يحارب مثل أولئك الذين خرجوا عن الدرب الموسيقي الشامخ، فإن نقيب الموسيقيين الفنان المبدع يتصدى لمثل هذه المحاولات الدنيئة ويضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه في التعدي على الموسيقى الشرقية، وليس غريبًا على نقيب الموسيقيين الفنان مصطفى كامل صاحب الكلمات القوية والألحان الجميلة والصوت العذب والإحساس المرهف، فهو صنع تاريخًا لنفسه ولجيله تاريخًا يتشرف به الجميع.
أخيرًا وليس آخرًا على الأجهزة المعنية التعاون مع نقابة الموسيقيين المستقلة في التصدي لمثل هذه المحاولات الدنيئة والسلع الرخيصة.
المصدر/ جوَّك