تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » فنانو سوريا يجتمعون في معرض “فنان يرسم فنانا”

فنانو سوريا يجتمعون في معرض “فنان يرسم فنانا”

فنانو سوريا يجتمعون في معرض "فنان يرسم فنانا"

 

بدأت حكاية معرض “فنان يرسم فنانا” بفكرة عفوية جمعت العديد من الفنانين التشكيليين السوريين، وانتهت بمعرض فني أقيم تحت رعاية وزيرة الثقافة السورية الدكتورة لبانة مشوح، بدءا من يوم الثالث عشر من مارس الجاري في صالة عشتار بالعاصمة دمشق ويستمر حتى الحادي والعشرين من الشهر نفسه.

شارك في المعرض الفنانون عبدلله مراد وأدوار شهدا وغسان نعنع وأحمد إبراهيم وجبران هدايا ونزار صابور وفؤاد دحدوح وجورج عشي ونجاة قصاب حسن.

حفل المعرض بأجواء حميمية كونه يقدم وجوها شهيرة في المشهد الفني السوري مثل نصير شورى ومحمد حماد وفاتح المدرس، من خلال رسومات فنانين عاشوا معهم في زمنهم أو في الوقت المعاصر. وقدم المعرض مساهمة شهيرة للفنان نزار صابور من خلال مشروعه الذي سماه “الأيقونات السورية”، الذي تجاوز الخمسين لوحة وثق فيها فنيا عددا من رموز سوريا الإبداعية.

يقول الفنان التشكيلي عصام درويش صاحب الصالة ومديرها عن الفكرة من المعرض وكيف ولدت “اجتمعنا في سهرة ذات ليلة، تأخر الوقت فقام أحد الفنانين فيها برسم بورتريه لفنان آخر كان معنا في ذات السهرة، أحببنا الفكرة فقام عدد من الفنانين برسم بعضهم البعض، لاحقا تطورت الفكرة من خلال طرح قدمه الصديق مازن كنج بأن تخرج الفكرة من خلال معرض متكامل ومخصص لها”.

فنانو سوريا يجتمعون في معرض "فنان يرسم فنانا"

ويتابع “بدأت العمل على الفكرة وخلال ستة أشهر من العمل المتواصل، وصلنا إلى تنفيذ عدد من البورتريهات للفنانين التي لاقت صدى طيبا لدى الجمهور والمتابعين. الفكرة كانت بنت لحظتها لكنها حملت إلينا الكثير من الشوق لعدد من مشاهير الفن التشكيلي وعدد من اللوحات التي نعرف عن وجودها لتكون معنا من خلال هذا المعرض”.

وعن كيفية تأمين اللوحات المشاركة في المعرض والمشاركات التي جاءت من كبار أهل الفن التشكيلي السوري، يقول عصام درويش “شارك في المعرض فنانون كبار، من الصف الأول في الفن التشكيلي السوري عبر تاريخه المعاصر، بعض اللوحات من مقتنياتي الشخصية التي توجد لدي منذ سنوات طويلة، أحتفظ بها في مكان لائق لأنها تشكل قيمة فنية عالية لفنانين سوريين مهمين. شعرت حين بلورة الفكرة وضرورة تنفيذها بأنها فرصة مناسبة لكي يتعرف الجمهور على اللوحات التي سمع عنها مرارا سابقا من خلال بعض الأحاديث عنها”.

وأوضح “كانت جميلة في المعرض فكرته اللطيفة البراقة وكان جميلا أكثر أن تكون له لوحات خاصة جديدة، وأن يساهم فيه العديد من الفنانين الكبار. وهذا ما تلقفه جمهور الفن التشكيلي السوري بالكثير من الشغف. الجاران إدوارد شهدا وغسان نعنع كانا موجودين وكذلك المحامي والفنان الراحل نجاة قصاب حسن ونزار صابور وفؤاد دحدوح ويوسف عبدلكي وممتاز البحرة وجورج عشي وآخرون”.

يمثل حضور كل من الفنانين إدوارد شهدا وغسان نعنع مكانة خاصة في الفن التشكيلي السوري المعاصر، وهما فنانان كبيران يقدمان فنا راقيا ورفيعا.

كثيرا ما يظهر الفنانان معا بحكم كونهما زميلي مهنة وجارين في مدينة دمشق، ورغم رحيل غسان نعنع لمدينته حمص لكنه يقيم كثيرا في مدينة دمشق ويقدم الكثير من الإبداع فيها، وهو على تماس مباشر مع جاره الفنان التشكيلي إدوارد شهدا. معا حضرا في المعرض من خلال العديد من اللوحات، فتبادلا الرسم والحضور، فحينا يرسم شهدا نعنع وحينا آخر يرسم نعنع شهدا. وكان المكسب في حضور العديد من اللوحات الفنية التي صورتهما وبريشتيهما.

في دردشة سريعة معهما عن الفكرة والمعرض، يقولان “كانت الفكرة عفوية وجميلة ومفاجأة في البداية، لكنها جذبت اهتمامنا ووجدنا أنه من الضروري أن نتابع إنجازها، موضوع أن يرسم أحدنا زميله ثم أن يكون هو في ذات الموضع لاحقا مثير للاهتمام ويخلق نوعا من المحبة والثقة الفنية، نفذنا الفكرة بالكثير من المحبة وظهر هذا بوضوح في اللوحات التي احتواها المعرض”.

كان مفاجئا بالنسبة لجمهور عريض وجود بورتريه رسمه الحقوقي والفنان الراحل نجاة قصاب حسن (1920 – 1996) للفنان فاتح المدرس (1922 – 1999).

يعرف المجتمع السوري الفنان التشكيلي قصاب حسن من خلال كونه محاميا عتيقا وشخصية إبداعية ظهرت في العديد من القطاعات الفنية، فهو مؤلف فيلم “سائق الشاحنة” أول فيلم تقدمه المؤسسة العامة للسينما عام 1968، وهو صاحب بعض المقطوعات الشعرية والزجلية الشهيرة في التراث السوري، كما كان معروفا بعزفه على آلة العود.

هذه المرة، فاجأ قصاب حسن، الغائب الحاضر، جمهور الفن التشكيلي بأنه يجيد الرسم أيضا، فقد رسم بورتريه للرسام الشهير فاتح المدرس منذ فترة طويلة وقدمها عصام درويش في معرض “فنان يرسم فنانا”.

عن لوحة الفنان قصاب حسن، يقول الفنان التشكيلي إدوارد شهدا “نجاة قصاب حسن يرسم بين الحين والآخر، وأنا مطلع على بعض ما رسمه منذ سنين، لم يكن يعرف نفسه بالرسام، لكنه يمتلك محاولات جادة في هذا الجانب، وهنالك لوحات له لدى العديد من الأصدقاء.. كان يرسم بشكل مختلف رغم أن إنتاجه قليل، لكن لوحاته تعلق في الخيال بقوة”.