لم تعش شيماء التميمي، وهي راوية قصص بصريّة من أصل يمنيّ شرق أفريقي، في اليمن قط. ولكنّها لا تزال مرتبطة بأصولها بفضل طقوس الجمال التقليديّة التي ورثتها من والدتها.
وتستكشف التميمي هذه التّقاليد من خلال سلسلة صور فوتوغرافيّة حميمة تحمل عنوان: “طقوس الجمال اليمنيّة” (Yemeni Beauty Rituals).
ممارسات في طريقها للزّوال
وقالت التميمي: “يهدف مشروعي إلى عرض جمال وأهميّة هذه الممارسات التي باتت في طريقها للزّوال، والتي تجمع النّساء معًا”.
وتتمحور هذه الطّقوس حول 3 مكوّنات أساسيّة: أوراق السّدر، والعسل الحضرمي، والحنّاء، إذ تُعتبر “عناصر أساسيّة لروتين جمال كل امرأة يمنيّة”، بحسب ما ذكرت التميمي.
ويُستخدم العسل الحضرمي كقناعٍ للوجه، بينما يُستخدم مسحوق أوراق السدر لصنع خليط سميك ومُغذّي يوضع على الشّعر.
واستعانت راوية القصص البصريّة بصديقاتها لعرض ما تبدو عليه هذه التّقاليد التي تبعث على الشعور بالاسترخاء بمجرّد النّظر إليها.
ولا تقتصر أهميّة هذه المكوّنات على النّساء المتواجدات باليمن فحسب، إذ شرحت اليمنيّة قائلة: “في دولة الإمارات، حيث نشأت، غالبًا ما تستورد النّساء هذه المكوّنات من اليمن عند زيارة الأقارب”.
تقاليد مشتركة
وتتمتّع هذه التّقاليد بجانبٍ اجتماعي أيضًا، إذ غالبًا ما تُنظم في مجموعات، بهدف أن تصبح أكثر سهولة.
وأكّدت التميمي: “عبر طقوس الجمال هذه، أصبحت أُقدّر أهميّة الرّعاية المجتمعيّة، وقضاء الوقت في التّواصل مع الآخرين”.
وتُعد هذه الطّقوس جزءًا من تقاليد أوسع نطاقًا في شبه الجزيرة العربيّة.
وأوضحت التميمي أنّه يمكن العثور على ممارسات مماثلة في دول الخليج الأخرى، مثل دولة الإمارات، وسلطنة عُمان، حيث تُستخدم مكوّنات طبيعيّة مثل أوراق السّدر والعسل أيضًا في العلاجات الطبيّة والجماليّة.
ووفقًا لما ذكرته راوية القصص البصرية اليمنيّة، تعكس هذه الممارسات “العلاقة العميقة التي تربط سكّان المنطقة ببيئتهم، والموارد الطبيعيّة المُتاحة لهم”.