تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » “شاقوص”.. لوحات “رقية” المُتشكلة من حطام زجاج المنازل التي دمرتها الحرب

“شاقوص”.. لوحات “رقية” المُتشكلة من حطام زجاج المنازل التي دمرتها الحرب

"شاقوص".. لوحات "رقية" المُتشكلة من حطام زجاج المنازل التي دمرتها الحرب

 

خلّفت الحرب في اليمن الكثيرَ من قصص الألم والمعاناة. أُسَر فقدت أحبّاءها، ومنازل هُدمت على رؤوس ساكنيها ولم يجد الكثيرون من خيارات غير النزوح عن مواطنهم، ومع كلِّ هذه العتمة انبثقت مساحات أمل هنا وهناك، وبرزت أدوات جديدة للتعبير عنها، ومنها الفن، والذي بواسطته عبّرت بعضُ اليمنيّات عمّا يكتنزنه من إبداع لنقل مآسي الحرب والصراع بطرق شتى.

الفنانة التشكيلية (رقية الواسعي)، وجدت في الزجاج وسيلةً لتوصيل رسالتها الفنية المناهضة للحرب، فمنذ أعوام وهي تنجز لوحات تعبيرية لما تركته من آثار على النساء والمجتمع بشكل عام.

جمعت في معرضها الفني، الذي أقيم في صنعاء، العديدَ من اللوحات المتشكلة من حطام زجاج المنازل التي دمرتها الحرب، وأسمته “شاقوص” في إشارة للنافذة الصغيرة المؤطّرة بالخشب، الموجودة في البيوت التقليدية اليمنية، وبشكل أخص في صنعاء، للتعبير عن حالة الحرب وما خلفته في نفوس الجميع من ندوب غائرة.

تقول رقية إنها تأثرت بالقصص المؤلمة التي رافقت اليمنيات واليمنيين خلال السنوات الثماني، وتضيف: “كنت أسير في الشوارع لأجد الكثير من الزجاج المتناثر على الأرض، وأرفع نظري إلى الأعلى لأجد منازل خاوية خلت من ساكنيها الذين تركوها هروبًا من موت محقّق، ومن أحداث عاشوها بخوف في هذه الفترة الصعبة التي عاشتها اليمن جراء الغارات على الأحياء والأعيان المدنية”، و”من هنا جاءت أفكار لوحاتي الزجاجية من هذا الحطام، الذي كان ذات يوم جزءًا من أرواح المساكن وذكريات الساكنين”.

رسم الأمل على الأنقاض

شرعت رقية منذ العام 2015، في رسم لوحاتها على الزجاج كلما تناهت إلى سمعها أو قرأت قصة مؤلمة لفقد الأُسَر من أبناء وأقرباء، أو لمنزل كان ذات يوم عامرًا بسكّانه وتهدّمَ جراء الحرب والقصف، واستمرّت في رسم لوحاتها بين انقطاع وعودة، ما أثمر هذا المعرضَ الفني الذي أقيم في الخامس من أكتوبر 2023.

يقول الفنان التشكيلي عبدالله المرور، ، إن “لوحات رقية الواسعي تجسيدٌ حيّ لما عاشه اليمنيون من أوضاع صعبة”، مشيرًا إلى أنّ في كل لوحةٍ حكايةً متناسقة بين المنظور الفني ورؤية الرسامة؛ وذلك في توصيل الفكرة من خلال التركيز على الطابع التراثي في اللباس التقليدي لليمنيين -خاصة الصنعاني- وبين الحزنِ ومهارة تجسيد الفقد والألم الذي تحكيه كلُّ لوحة، لتعيدك إلى الأحداث المؤلمة التي عاشها أكثر من منزل في اليمن.

قد تُغلق الحربُ أبوابَ الحياة في وجوه اليمنيين، خصوصًا النساء، لكنهن يحاولن بما تبقى من أمل في أيديهن، فتحَ أبواب أخرى، للدخول في غمارها. (رقية الواسعي) واحدة من بين آلاف النساء في اليمن التي حاولت الحرب تحطيم أحلامهن وتحويلها إلى شظايا. لكنها لم تستسلم، واستمرّت في المقاومة، ورسمت بما توقد من ضوء في أعماقها، ولو على أنقاض دمار المنازل، لتقول للجميع: ما زال ينبتُ فينا أمل، سنطاله ذات يوم.

عن منصة “خيوط”