كان النرويجي بال إينغر، نجم كرة في بلاده ويملك المال ويقود أفضل أنواع السيارات لكن نجاحه المالي كان من الجريمة وليس من اللعبة الجميلة.
كان إينغر يعيش حياة مزدوجة لاعب كرة في النهار مع أكبر أندية العاصمة، فاليرنغا، وسارق محترف ومدير لكازينو قمار في الليل.
أكبر سرقات إينغر حصلت في عام 1994 عندما قام بسرقة اللوحة التحفة «الصرخة» للفنان ايدفار مانش والتي تقدر قيمتها بـ120 مليون استرليني من المتحف الوطني في أوسلو، وكلفته تلك العملية مسيرته وسجن 6 سنوات.
يتحدث إينغر (56 عاماً) الأب لخمسة أولاد في وثائقي «الرجل الذي سرق الصرخة» ويقول:«نشأت في تفيتا (شرق العاصمة أوسلو) والناس هناك معدمون ويدفعهم الفقر نحو الجريمة بسن صغيرة وأنا منهم.عانيت من قسوة زوج والدتي، وكنت أجد متعة في السرقات. كنت أملك كل شيء في العشرينات من عمري، لكن كنت أبحث عن المزيد. سرقة اللوحة كانت مثالية وجميلة، لأن من النادر أن يلمس أحد تحفة مثلها وشعرت بأنها تمثلني وأنا أصرخ».
بسن الـ15، سافر إينغر لمدينة نيويورك وكان مهووساً بفيلم «العراب» ويرغب برؤية موقع التصوير وتساءل حينها زملاؤه في الفريق:«كيف أستطاع الحصول على مال يغطي تكاليف الرحلة ؟».
بسن الـ16، يقول إينغر أنه كاد يوقع لليستر سيتي الإنجليزي لكن فشلت الصفقة بسبب عدم حصوله على رخصة عمل. شق طريقة للفريق الأول لفاليرنغا بسن الـ18 وكان حينها النادي متصدراً 3 مرات في 4 سنوات للدوري ويقول عنه زميله بينغيت ايركسن:«كان يمكن أن يكون نجماً بسبب موهبته وإمكاناته، كان دوماً يبتسم ويمازح لكنه لم يركب معنا المترو أبداً، بل يسرق سيارة ويعود للمنزل، كان الوضع مربكاً لأنه كان لدينا في الفريق لاعب من الشرطة».
كان معظم لاعبي الأندية الكبرى في النرويج في الثمانينات يملكون سيارات تحمل أسماءهم بفضل الرعاة لكن إينغر، الذي لم يكن لديه راع، كتب على سيارته «بي. بينغر» ( أول حرف من اسمه وكلمة تعني المال ) ويقول:«بينغر يعني المال بالنرويجية لكن المال لم يكن يحركني، كنت دائماً أحب لعب المباريات وأمام أقوى الخصوم».
بسن الـ21 عام 1988 وعندما بدأ يصعد نجم إيغنر قرر أن يصدم العالم بشيء جديد وقال لشريكه جريتدال:«سنسرق الصرخة»، وبالفعل ذهب وحطم نافذة المتحف وسرق أول لوحة طالتها يده، لكنها كانت لوحة أخرى لمانش «مصاص الدماء» وقيمتها 3.5 مليون استرليني.
ويقول:«خيبة الأمل استمرت أياماً لكن وضعت اللوحة على جدار نادي سنوكر على مرأى من عناصر الشرطة الذين يلعبون في النادي».
شريك إيغنر أخبر جاره بالسرقة، ليصل الخبر للشرطة ويحكم عليهما بالسجن 4 سنوات وبعد خروجه من السجن قرر تحقيق حلمه بسرقة «الصرخة» مستغلاً إقامة الأولمبياد الشتوي في أوسلو 1994. سرق إيغنر التحفة في 90 ثانية وترك مكانها ورقة مكتوب عليها:«ألف شكر على الأمن الضعيف» وراقبته الشرطة لكن دون دليل.
بعد أيام من العملية ولد ابنه الأول أوسكار ونشر إيغنر الخبر في الصحيفة وكتب:«أوسكار ولد بصرخة». تدخلت الشرطة البريطانية في التحقيقات وبفضل عميل خفي، تمكنوا من استعادة اللوحة والقبض على إيغنر وحكم عليه بالسجن 6 سنوات وهي أطول مدة محكومية في النرويج. تحول إيغنر الآن لرسام يتهافت الزبائن على شراء لوحاته ويختم قائلاً:«بنوا متحفاً جديداً بسببي وعلقوا التحفة في وسط القاعة».