صادف يوم 23 يناير ذكرى ميلاد الفنان الفرنسي الشهير إدوار مانيه، والذي ولد في عام 1832، ويعد أحد أوائل فناني القرن التاسع العشر الذين قاربوا مواضيع الحياة المعاصرة، حاول في بداية حياته أن يقوم بدراسة الفن ولكنه قوبل بالرفض من والديه، فعمل بحارًا لفترة من الزمن، إلى أن حاول بعدها دخول المدرسة ولكنه أخفق في اجتياز الامتحان، فقرر أن يكدس حياته للتصوير والفن.
ركز مانيه في رسوماته على الموضوعات الواقعية وكان يحاول متابعة ووصف حياة البورجوازيين اليومية حتى أطلق عليه لقب “مصور الحياة الحديثة” وصور لوحة “الموسيقى في حديقة التويلري” وهي الحدائق التابعة لقصر اللوفر، وأثار الرسام الفرنسي جدلًا كبيرًا بسبب أعماله الشهيرة “الغداء على العشب” و “أولمپيا”، وكانت مصدر إلهام للرسامين الشباب الذين قرروا السير على نهجه في خلق الانطباعية داخل أعمالهم.
وقد استخدم متحف أورسيه رسمة “حق الشفعة” فى مزاد إلكترونى نظمته دار كريستيز، ليملك لوحة لإدوار مانيه بعنوان “رأس شاب” أو “تيت دو جونوم” رسمت على أساس صورة ذاتية نفذها فلبينو ليبى، ما عزز مجموعة المتحف الواسعة أصلاً من أعمال هذا الفنان الفرنسى، وفق ما أعلن المتحف.
وبيعت هذه اللوحة بـ 95 ألف يورو، ويحتفظ أورسيه المتحف الباريسي للفن المعاصر والحديث، بـ 30 لوحة لمانيه دون احتساب الباستيل والأعمال على الورق بينها “أولمبيا” و”لو ديجونيه سور ليرب”.
وعلى الرغم من أنه ابتدأ حياته كلاسيا، فإنه كان يتمتع بالجرأة الضرورية لكل فنان مبدع، الجرأة حتى التحدي، فعده الفنانون الشباب زعيماً وقائداً روحياً لهم.
تعددت اتجاهات مانيه الفنية كثيراً؛ فهو المبدع الحقيقي للفن الحديث والزعيم الواعي للانطباعية من جهة، وهو الوجه الأخير في الفن الكلاسي العظيم من جهة أخرى، ذلك الفن الذي استقى منه موضوعاته، لكن تقاليد العصر كانت تنظر بكراهية إلى إفراطه في استعمال حريته الثقافية.
ضاعف مانيه نشاطاته في السنين الأخيرة من حياته – وهو الرجل المعروف في المجتمعات الراقية وفي المقاهي معاً – إلى حين شعوره باضطرابات حركية أدت بعد عملية جراحية إلى وفاته.