تعتبر لوحة الجسور عبر نهر السين في أسنيير المرسومة في عام 1887 واحدة من أهم لوحات الفنان الهولندي العالمي فان جوخ الذى يعد الفنان الأبرز في القرن التاسع عشر ولكن ما هي حكاية اللوحة.
الحكاية بدأت عام 1887 حين أراد فان جوخ تسليط الضوء على لحظة وجيزة في أواخر ثمانينيات القرن التاسع عشر مع سورات، وبرنارد، وبول سينياك وتشارلز أنجراند الأقل شهرة حيث سعى الرسامون الخمسة إلى اصطياد الإلهام على ضفاف النهر والجزر المورقة في ضاحية أسنيير بباريس.
بحلول نهاية القرن التاسع عشر، أصبحت منطقة “أسينيير” الفرنسية مكانًا شهيرًا لعطلة نهاية الأسبوع لسكان المدينة الذين يتوقون للسباحة وركوب القوارب والرقص والاسترخاء في المقاهي، ولكن ما جذب الفنانين وما جعلها جذابة لهم لم يكن هواء الريف ولكن المظاهر الصناعية على الضفة المقابلة بمقاييس الغاز والرافعات وصنادل الفحم.
شرح فان جوخ، الذي كان يبلغ من العمر 34 عامًا فقط حين رسم تلك اللوحة وفقا لموقع new european ، لأخيه ثيو فى الرسائل المتبادلة بينهما كيف أن “الجمع بين المتناقضين وهما الطبيعة والرافعات الصناعية أعطاه أفكارًا جديدة حول الريف ككل والصخب فى المنطقة الفرنسية”.
في مايو 1887، بدأ فان جوخ ما أسماه “حملة الرسم”، ولعدة أشهر طويلة، قطع مسافة ثلاثة أميال إلى أسنيير بعيدًا عن حضن مونمارتر المحموم، واستقل القطارات السريعة الجديدة التي نقلته إلى ضواحي المدينة في 30 دقيقة فقط وهناك جرب ألوانًا أكثر إشراقًا وضربات فرشاة أكثر جرأة وكتب كيف أن الرسامين “الذين لم يستخدموا الألوان الكاملة، والذين عملوا دائمًا باللون الرمادي، لا يرضون، مع أعظم الاحترام والحب، الشوق الحالي للون”.
كان يعمل بشغف نموذجي حيث يتذكر الرسام الآخر سيناك، الذي التقى به فان جوخ لأول مرة في متجر للمستلزمات الفنية، اليوم الذي أمضياه في الرسم معًا على ضفاف نهر السين، وتناولا الغداء في مقهى صغير يقدم النبيذ والموسيقى الرخيصة، ثم عادا إلى باريس سيرًا على الأقدام حيث قال: “ارتدى فان جوخ ثوبًا أزرقًا لعمال الزنك ورسم نقاطًا ملونة على الأكمام. “لقد ظل ملتصقًا بجانبي، وهو يصرخ، ويلوح، ويلوح بقماشه الكبير مقاس 30، حتى أنه قام بنشر الطلاء المبلل على نفسه وعلى المارة كان متحمسًا لركوب القوارب، وهو ما انعكس في رسوماته بالقلم والحبر لسباقات القوارب و”الشراع الجميل المتلألئ الذي يرفرف بقارب أنيق عبر المياه الزرقاء أو الخضراء”.