د. عبدالكريم الوصابي
ظاهرة ازدحام المسلسلات الرمضانية اليمنية في وقت واحد بعد الإفطار باتت مثار جدل كبير. فبينما تسعى بعض القنوات لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة لجذب المعلنين، تبقى دوافع القنوات المدعومة غامضة في هذا الصدد.
من ناحية، يمكن تبرير سلوك القنوات التي تعتمد على الإعلانات. فوقت الذروة بعد الإفطار يشهد أعلى نسبة مشاهدة، مما يزيد من فرص جذب المعلنين وتحقيق عائدات مالية أكبر.
من ناحية أخرى، لا ينطبق هذا التبرير على القنوات المدعومة التي لا تعتمد على الإعلانات. فما هو السبب وراء بثها للمسلسلات في نفس التوقيت؟
هناك عدة تفسيرات محتملة:
- التنافس على الجمهور: قد تسعى القنوات المدعومة إلى جذب أكبر عدد من المشاهدين لتعزيز مكانتها وصورتها في المشهد الإعلامي.
- الضغط الاجتماعي: قد تواجه القنوات ضغوطا من المنتجين والممثلين لبث مسلسلاتهم في وقت الذروة لضمان أكبر قدر من المشاهدة.
- غياب التنسيق: قد لا يكون هناك تنسيق كافٍ بين القنوات لتوزيع المسلسلات على مدار اليوم، مما يؤدي إلى ازدحامها في وقت واحد.
وبغض النظر عن الدوافع، فإن ازدحام المسلسلات الرمضانية له العديد من السلبيات:
- صعوبة متابعة جميع المسلسلات: يضطر المشاهدون إلى الاختيار بين المسلسلات التي يرغبون بمتابعتها، مما قد يفوتهم بعض الأحداث المهمة.
- انخفاض جودة المشاهدة: يؤدي ازدحام المسلسلات إلى تشتت انتباه المشاهدين، مما قد يقلل من استمتاعهم بالمشاهدة.
- إهدار الموارد: قد تضطر القنوات إلى إنفاق مبالغ كبيرة على الإنتاج والتسويق في ظل التنافس الشديد.
لذا، فإن حل هذه الظاهرة يتطلب: - التنسيق بين القنوات لتوزيع المسلسلات على مدار اليوم.
- تخصيص قنوات محددة لبث المسلسلات الرمضانية.
- دعم الإنتاج الدرامي اليمني من خلال توفير التمويل اللازم.
في الختام، إن ازدحام المسلسلات الرمضانية اليمنية ظاهرة تُعيق تطور الدراما اليمنية وتُقلل من استمتاع المشاهدين. ولذا، فإن العمل على حل هذه الظاهرة بات ضروريا لضمان مستقبل أفضل للدراما اليمنية.