تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » موريتانيا تحتفي بلوحة فنية مستعادة رسمها الفنان العالمي تيودور جيركو قبل قرنين من الآن

موريتانيا تحتفي بلوحة فنية مستعادة رسمها الفنان العالمي تيودور جيركو قبل قرنين من الآن

موريتانيا تحتفي بلوحة فنية مستعادة رسمها الفنان العالمي تيودور جيركو قبل قرنين من الآن

 

رسمها قبل أزيد من قرنين الفنان الفرنسي ذي الصيت العالمي تيودور جيركو، واستعادتها وزارة الثقافة الموريتانية بجهد مالي لرجل أعمال موريتاني، وخصصت حفلا ثقافيا كبيرا للاحتفاء بها ولما تضمنه من توثيق للقاء تم في موريتانيا بين الأمير الموريتاني أعمر ولد المختار وعالم الطبيعة الألماني آدولف كومر.

كان اللقاء المذكور مناسبة لمناقشة حالة الصراعات الدولية في ذلك الوقت وتأثيرها على العالم، واستخدام الموريتانيين لعلم الخرائط، رغم محدودية الوسائل وصعوبة الظروف، إضافة لاطلاعهم على الأحداث وتحليلهم لنتائجها وترتيبهم على ذلك ما ينبغي أن يترتب عليه من مواقف؛ كل ذلك ألهم الفنان العالمي تيودور جيركو، فرسم هذه اللوحة وقدمها هدية للعالم الألماني كومر.
وتجسد هذه اللوحة في مضامينها المتنوعة، جانبا من حياة المجتمع الموريتاني في بدايات القرن التاسع عشر؛ ذلك القرن الذي عرف تطورا في الإنتاج العلمي والأدبي في موريتانيا، كما أنه القرن الذي شهدت فيه موريتانيا، تحولات سياسية واجتماعية كبرى.
وأكد الدكتور حسين مدو وزير الثقافة الموريتاني خلال حفلة كشفه عن استعادة اللوحة بحضور كبير لرجال الثقافة والتاريخ والدبلوماسية «أن هذا الحدث، يهدف لعرض وتعريف الموريتانيين بلوحة فنية بالغة الأهمية».
وقال «نجتمع اليوم لنطلع معا على ثمرة ثمرات من التعاون بين القطاع العام، والباحثين المستقلين ورجال الأعمال المتذوقين للفن والمؤمنين برسالته النبيلة».
«وبهذه المناسبة، يضيف الوزير، أتوجه بالشكر للباحث الدكتور سيد أحمد ولد أمير الذي تشكل أعماله نموذجا يحتذى في مجال البحث العلمي المتخصص في تراثنا الثقافي من خلال كتابات وأبحاث المستكشفين والمهتمين بمنطقتنا؛ كما أشكر رجل الأعمال ميلود ولد لكحل الذي قاده شغفه بالفن وحبه لموريتانيا، إلى اقتناء هذه اللوحة، وعرضها للجمهور هنا في نواكشوط».
وقال «أدعوكم لاستكشاف جزء مهم من تاريخنا عبر هذه اللوحة، وأتمنى أن تكون هذه المناسبة فرصة لمعرفة المزيد من المعلومات عن نمط وأسلوب حياة الموريتانيين في تلك الحقبة».
وأضاف الوزير «يشرفني أن نكون معا في هذا الحدث الاستثنائي في شكله وفي نوعه وفي نوعيته، ضمن مشروع الدبلوماسية الثقافية، الذي يهدف لإعادة الألق لموروثنا الحضاري العظيم؛ هذه الدبلوماسية القائمة على إعادة موريتانيا لموقعها الريادي، الذي تبوأته بوصفها منارة ثقافية ومركزا حضاريا ونموذجا لتخريج وتصدير العلم والعلماء والقادة إلى جميع أنحاء العالم، موريتانيا التي عرفت بتميز علمائها».
وقال «نعمل في قطاع الثقافة على جمع وصيانة وتثمين تراثنا سواء ما هو موجود في الداخل، عبر الأبحاث الأثرية خصوصا في مدننا التاريخية مثل كومبي صالح، وأوداغست، وآزوكي وغيرها، أو عبر جمع ذرات هذا التراث المتناثر في العالم».
وأضاف «وفي هذا الإطار نعمل على استعادة مكتبة الشيخ محمد محمود ولد اتلاميد، كما نسعى إلى صون وتثمين كلما يتعلق بتاريخنا، سواء ما أنتجه موريتانيون أو ما كتبه الآخرون عن موريتانيا».