شهدت قاعة مزاد سوذبيز Sotheby’s يوم الثلاثاء في لندن بيع لوحة نادرة للفنان البريطاني جوزيف مالورد ويليام تيرنر J.M.W. Turner مقابل 1.9 مليون جنيه إسترليني (2.6 مليون دولار)، متجاوزة تقديرات الخبراء بستة أضعاف.
اللوحة، التي تحمل عنوان The Rising Squall, Hot Wells, from St Vincent’s Rock, Bristol، أُعيد اكتشافها مؤخرًا بعدما كانت تُنسب خطأ إلى فنان مغمور، وبيعت العام الماضي في مزاد صغير مقابل 506 دولارات فقط.
رسم تيرنر هذه اللوحة الزيتية عام 1792، وهو في السابعة عشرة من عمره، خلال دراسته في الأكاديمية الملكية للفنون بلندن. وقد عُرضت اللوحة علنًا لأول مرة في ربيع 1793، أي قبل أيام فقط من بلوغه الثامنة عشرة، لتُصبح أول عمل زيتي له يُعرض في الأكاديمية الملكية.
ويُجسد العمل موقع Hot Wells House، وهو منتجع ينابيع ساخنة شهير في مدينة بريستول، ويظهر بأسلوب تيرنر المعروف الذي يمزج بين الدراما الطبيعية واللمسات الرومانسية الغامضة.
أهمية الاكتشاف في سياق سيرة تيرنر الفنية
اللوحة كانت مملوكة سابقًا للقس روبرت نيكسون، أحد أوائل داعمي تيرنر، وقد اختفت عن الأنظار منذ عرضها الأخير في تسمانيا عام 1858. لسنوات طويلة، اعتُقد أن هذا العمل مجرد لوحة مائية مفقودة، حتى ظهرت مجددًا في مزاد العام الماضي منسوبة إلى “تابع مجهول للفنان جولياس قيصر إيبتسون”، وبيعت بسعر منخفض للغاية.
لكن المفاجأة جاءت حين قرر المالك الجديد تنظيفها، ليظهر توقيع تيرنر أسفل الطبقة السطحية، ما فتح باب الدراسات الفنية التي أكدت نسب اللوحة إليه.
دخل متحف بريستول للفنون سباق المزايدة على العمل، وجمع أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني من 1,450 متبرعًا في غضون خمسة أيام فقط، لكنه لم يتمكن من الفوز باللوحة. وأعلن المتحف عزمه تنظيم معرض خاص لاحقًا هذا العام يعرض فيه أعمالًا مائية نادرة لتيرنر لم تُعرض منذ أكثر من عقد بسبب هشاشتها.
قبل هذا الاكتشاف، كانت أول لوحة زيتية لتيرنر تُنسب رسميًا إليه هي Fisherman at Sea، المعروضة عام 1796. أما الآن، فإن The Rising Squall تعيد كتابة بداية المسيرة الزيتية للفنان وتبرز قدرته التقنية المبكرة التي استثمر فيها خبرته في الرسم بالألوان المائية.