تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » القحوم… مايسترو يمني يعزف للأمل من قلب الرياض

القحوم… مايسترو يمني يعزف للأمل من قلب الرياض

د. عائشة عباس نتو
فنٌ يتحدى الجراح ويُهدي العالم أنغام الأمل..

في أمسية ساحرة بمدينة الرياض، وبدعوة كريمة من وزارة الثقافة، حضرت حفلاً مميزًا للموسيقار اليمني المبدع المايسترو محمد سالم القحوم. لم يكن حضوري جديدًا بالنسبة إليّ، فقد سمعت اسمه يتردد في أروقة الفن والثقافة، ولكن ما استمعت إليه تلك الليلة فاق كل التوقعات.

القحوم، مهندس مدني بالأساس، تحول إلى فنان عالمي عبر مشروعه الملهم “السيمفونيات التراثية”. في هذا المشروع جمع موسيقيين من دول عدة -من اليابان إلى الصين والهند وماليزيا- ليصوغ معهم مزيجًا استثنائيًا، يمزج بين الألحان اليمنية الأصيلة والتوزيعات الأوركسترالية الحديثة، في لوحة تروي حكاية بلدٍ يصنع الأمل وسط الصعاب.

كنت واحدة من الحاضرين، أنصت لأنغامه التي قاد بها الأوركسترا في الرياض، بكاريزما هادئة وقوة لحنية آسرة، كأن كل مقطع موسيقي يحمل رسالة بأن الفن أكبر من الحدود وأبقى من الألم. لم يكن مجرد عرض موسيقي، بل شهادة على أن الإرادة تصنع المعجزات، وأن اليمن، رغم الجراح، يظل حاضرًا على المسارح الكبرى بصوتٍ عذب وروحٍ صامدة.

غادرت القاعة وأنا أحمل فخرًا عميقًا بهذا الفنان الذي يكتب قصة وطنه بأنغامه، ويعيد تعريف الموسيقى كجسر للتواصل الإنساني.. فاليمن، برغم ما يعيشه من ألم، سيبقى دومًا منبعًا للفن والإبداع.