للكاتبة زينب حزام
تميز الفنان الكبير ابو بكر سالم بلفقيه خلال عقود بإنتاجه الفني وقدم العديد من الأغاني الشعبية والوطنية والعاطفية وغنى له العديد من الفنانين المحليين في عدن والعرب مثل الفنانة الكبيرة هيام يونس. والفنانة الكبيرة الراحلة وردة كما عمل مع الشاعر الكبير الراحل حسين المحضار العديد من الأغاني الرائعة التي قام بتأليفها وتلحينها .. الفنان القدير ابو بكر سالم بلفقيه من مواليد مدينة تريم قدم إلى عدن وتلقى تعليمه وعمل فيها ثم رحل إلى السعودية حيث قدم العديد من الأعمال التي نالت استحسان أشقائه العرب وما زال فيها مع أفراد أسرته وابنه الفنان المتألق اصيل .. ورغم المرض لا يزال فناننا الكبير ابو بكر سالم بلفقيه مستمراً في تقديم أعماله الفنية ببراعته في إعادة رسم ملامح الأغنية الحضرمية والعدنية وبقدرته على منح الأغنية العربية الصورة الفنية الجمالية والتقنية.
وفي القصيدة الغنائية التي حيا بها الفنان ابو بكر سالم بلفقيه « تسلى يا قليبي » وهي من تأليفه والحانه ، التفاته الى الدور الذي تقوم به الطبقة العاملة والمزارعون والشباب في بناء المجتمع وقد اشتهر عمال البناء والفلاحون اثناء ضرب السيول في مواسم الحصاد وكذا العاملون في معامل إنتاج « النورة « وغيرهم في كثير من مواقع العمل المختلفة في حضرموت بإنشاد البيت الاول والثاني على لحن فلكلوري .
مما يزيد حماسهم ونشاطهم ويرفع معنوياتهم لاداء عملهم بهمة وإتقان أما بقية أبيات هذه القصيدة الغنائية فهي من نظم الفنان ابو بكر سالم بلفقيه المتميز بصوته الجميل:
تسلى يا قليبي شوف الدنيا مخلاه
كم من مال يمسي لمولى غير مولاه
تسلى يا قليبي وشيل الهم عنك
بساعة بسط تسوى حياتك كلها آه
وحب كل من يحبك
وصن عهدك معاهم
وبادر بالرضاء والوفاء
تكسب رضاهم
ويا محلا الأحبة
إذا ذاقوا المحبة
بساعة بسط تسوى حياتك كلها آه
ياليلة النور هلي
هلي علينا وطلي
وياقلبي تمتع
وخذ وقتك واقنع
بساعة بسط تسوى حياتك كلها آه
لقد تبلورت أعمال الفنان القدير ابو بكر سالم بلفقيه من خلال عمله الإبداعي كونها بحسب تمثله لها : وعي التغيير في عالم متحول .. وليس بما أخذها به سواه من انها صراع بين رؤية جديدة ورؤية قديمة وان كانت في جوهرها بناء لهذه الرؤية الجديدة على أسس مغايرة تماماً لما كان سائداً في حينه لقد عاش في مجتمعين مختلفين عدن والسعودية رغم تقارب التقاليد العربية في المجتمعين اخذ بفكرة الوعي الجديد وعمل على بلورة هذا الوعي في صورتيه الفكرية والإبداعية .. فنظر إلى التجديد في العديد من الأغاني وتطوير الموسيقى وفرقته الموسيقية التي كانت وما زالت تصحبه في تنقله بين عدن وحضرموت والسعودية ودول الخليج العربي ولبنان ومصر حتى اصبح نجماً يسطع في سماء الأغنية العربية.
من هنا تنبع حماسة هذا الفنان المتألق وحبه للأغنية العربية الأصلية كما قدم الفنان الكبير ابو بكر سالم بلفقيه أغنيته المشهورة « « يا رسولي « من تأليف الشاعر الغنائي الراحل حسين ابو بكر المحضار الذي يقول فيها:
يا رسولي توجه بالسلامة
زر صحابي وبلغهم سلامي
قلهم عاد شي في الوصل حيلة ؟
ليه أن اوعدوا خلفوا المواعيد؟
ورد من ربوع حضرموت
كان و مازل الفنان الكبير أبو بكر سالم بلفقيه يتمتع بصوت جميل ودافئ وكانت اول أغانيه والتي قادته إلى طريق الشهرة اغنية « ياورد محلى جمالك بين الورود» قدمها بصوته الدافئ فحرك قلوب المستمعين إليها من خلال إذاعة عدن.والغناء والموسيقى بالنسبة لهذا الفنان الرائع تفنن وابتكار وموسيقى رفيعة المستوى تصل إلى قلب المستمع مصحوبة بكلمات غنائية تعبر عن العاطفة أو الرأي العاطفي وهو يأتي من صميم قلب الشاعر الغنائي. والفنان القدير ابو بكر سالم بلفقيه هو شاعر غنائي أيضا وأغنية « يا ورد محلى جمالك « من كلماته ولحنه وغنائه.
أن السبعة العقود ليست بالشيء الهين وهي أكثر من كافية ليتفنن المرء صنعة الغناء والشعر الغنائي ويتفوق فيه حرفياً ويتضح أن الفنان الرائع أبو بكر سالم بلفقية انه ليس فنانا فقط بل شاعر غنائي وموسيقياً وسفير بلاده بين الدول العربية الشقيقة يحمل هموم وحضارة شعب عريق كما يحمل قدرته الشعرية والغنائية وأحاسيسه التي مكنته من الوصول إلى أفئدة الناس في مختلف الأعمار ونالت إعجاب جمهور الفن الأصيل.