كتب/ نبيل غالب
الفنان اليمني القدير “عصام خليدي” أبن مدينة عدن_ من الفنانيين القلائل الذين يمتازون بالفن الملتزم والأخلاقه العالية، قدم العديد من الأعمال العاطفية والوطنية والتراثية، ويعتبر من أفضل الفنانين اليمنيين اللذين يجيدون بإتقان وبراعة أداء كل الوان الغناء اليمني بالإضافة (لتلحينه) بكل أيقاعاته ومفرداته ولهجاته المتعددة المتنوعة . عمل على مدى سنوات عمره، على نحت أسمه في الصخر بكل أقتدار، حتى أستطاع أن يجمع بين الفن الغنائي الراقي، والكتابه الصحافية التي تؤرخ لتاريخ الفن الغنائي اليمني عامه والعدني خاصه، وكتب عن مبدعية في مختلف فنونه العريقة، من خلال العديد من الكتابات الفنية والقراءات الموسيقية الجادة الموضوعية العلمية والنقدية والدراسات المنهاجية والبحوث لرواد الغناء اليمني . يعكف حاليآ الفنان ” عصام” على تأليف كتاب يؤرخ تاريخ “الغناء اليمني الحديث”، والدور التنويري الريادي المعرفي التأسيسي الفني الإبداعي في (مدينة عدن)، وتأثيراته في عموم اليمن والخليج والجزيرة العربية .
أفضل صوت
حصل الفنان “خليدي” على وسام الدولة_ الأستقلال الوطني ال ( 30نوفمبر ) من الدرجة الاولى ك ( أفضل صوت ) في “مهرجان الفنون السابع” الذي أقيم على خشبة المسرح الوطني في مدينة التواهي عام 1987م_ تقديراً لإسهاماته الفنية وقدراته الإبداعية في الإداء الصوتي والإجادة في مختلف الألوان الغنائية واللهجات اليمنية، بخصوصية وتفرد وأقتدار وفذاذة، حصل على أثرها العديد من الجوائز والشهادات التقديرية والميداليات الذهبية والفضية والدروع التي حصدها في داخل الوطن وخارجة .
فنان وملحن وشاعر وكاتب
يعتبر الفنان “عصام”_ فنان وملحن وشاعر مجيد بدرجة ( إمتياز )_ معتمد من إذاعة وتلفزيون عدن منذ عام 1980م_ له العديد من المشاركات الفنية في كل المناسبات الوطنية، وبأعلى مستوياتها منذ بداياته الفنية وبشخصيته المستقلة عام 1979م . قام بالإشراف الفني والموسيقي والغنائي على عدد من الفرق الموسيقية الفنية اليمنية، وقدم لها الأعمال والأحان الفردية والجماعية الإنشادية الناجحة . وأستخدام مختلف المقامات العربية والشرقية إضافة (للمقامات الغربية) ووظفها موسيقياً ونغمياً في الحانه لعل من ابرزها مقام الراست/البيات/الحجاز/والحجاز كار كورد/الهزام/السيكا/راحت الارواح/ومقام الحسيني على درجة (لا) . أما المقامات الغربية فتعامل مع مقام النهوند/والماجير ..وغيرها بشكل متطور علمي منهاجي مدروس ومتفرد .
توظيفه للأيقاعات اليمنية
عرف عن الفنان المبدع “عصام خليدي” قدرته على توظيف وإعادة أستخدام وأكتشاف وتقديم العديد من الأيقاعات اليمنية بتوزيع موسيقي وثوب ورداء نغمي ومقامي جديد بحلة قشيبة، ومن أبرز تلك الإيقاعات التي استخدمها على سبيل المثال وتألق بتنفيذها الايقاعات اليمنية الثالية: المشجاصي/العدة/الشرح العدني/الشرح البدوي/والايقاع الشحري/وايقاع الغية/وايقاع /الدمندم/ إضافة للعديد من الايقاعات اليمنية الاصيلة في (الحانه) التي قدمها في مشواره الابداعي الحافل والزاخر .
علاقته بكبار الفنانيين
شكل ثنائيه فنية متألقة مع الفنان الكبير “محمد سعد عبدالله” في بداية التسعينات من القرن الماضي، وقدم له (بن سعد) ثلاثة نصوص غنائية، قام “الخليدي” بوضع الالحان لها، وشكلت نسيجاً نغمياً ووحدة إبداعية مترابطة ومتمازجة مع كلمات أشعار فناننا المحبوب “بن سعد”، فقدمها “الخليدي” بصوته المخملي الرقيق الحساس لإذاعة وتلفزيون عدن، وهي تحمل العناوين والاغاني التالية: فل نيسان/ياحادي العيس/مطالب شعب، ولا ننسى هنا الألحان والأعمال المتميزة التي قدمها “الخليدي” للفنانة أمل كعدل، التي شكلت نجاح منقطع النظير، ومنها على سبيل المثال أغنية (دل الرشا) وأغنية (الله يهديه) وغيرها . كما تعامل (كملحن) مع غالبية الشعراء اليمنيين الكبار بعطائهم الابداعي الفني المشهود في ساحة الغناء اليمني، منهم على سبيل المثال الأساتذة: احمد الجابري /مبارك حسن خليفة/ احمد بومهدي/ محمود الحاج/ محمد سعد عبدالله /محمد سعيد جرادة/ محمد عمر باطويل/ علي حيمد/ عبدالرحمن السقاف/ علي عمر صالح/ القرشي عبدالرحيم سلام/ وغيرهم، وأرتبط فنياً وإنسانياً بمعظم رواد الغناء اليمني من الفنانين العمالقة: محمد سعد عبدالله/ محمد مرشد ناجي/ احمد بن احمد قاسم/ محمد عبده زيدي /اسكندر ثابت/ وغيرهم .
دعمه للأصوات الشابة
حقق الفنان “عصام” حضوراً لافتاً كملحن وصوت ذهبي في بداية (الثمانينات) من القرن الفارط، وقام بتبني ودعم ورفد العديد من الاصوات الشابة التي شهدتها الساحة الفنية في تلك الفترة الزاخرة بالتميز والعطاء الاستثنائي، ومن أبرز تلك الاصوات التي قدم لها الالحان البديعة الفنانة “نوال محمد حسين” في اغنيتي (راعي وحطابه)، وكذلك في أغنية (وين اشتكي بس يا عالم)، التي حققتا نجاحاً وشهرة واسعة وكبيرة، إضافة لما قدمه للفنانة الراحلة صاحبة الصوت الرخيم والعذب الرائع “منى همشري” التي قدمها في عملين غنائيين الأول بعنوان (يا قلبي كفاية) والثاني بعنوان (لا تشتكي من حبيبك) كما قدم للفنانة “إيمان إبراهيم” أغنيتين في منتهى الروعة والجمال بعنوان (يا دنيا) والاخيرة رائعة وأنشودة (يا صوت نابع من ضمير)، كذلك قدم للفنانة “رويدا رياض” أغنية (رسالة)، بالإضافة لدويتو “الله ..يا تلال” بالاشتراك مع شقيقتها الفنانة “روينا”، وكذا قدم للفنان الشاب “نجوان شريف ناجي” باقة متميزة من الألحان أهمها ليتنا ما عرفتك/تباني انساك/صوتك الحلو/واغنية عبير الشوق.
حصوله البطاقة الذهبية
حاصل على البطاقة (الذهبية) من جمعية الفنانين العرب في (بريطانيا) في عام 2003م بعد مشاركته بنجاح في العديد من الحفلات والندوات البحثية والعلمية في مجال الغناء والموسيقى اليمنية، قدم لفرقة الانشاد الوطنية الجماعية العديد من الاعمال الوطنية والعاطفية، أبرزها أنشودة ( العشق اليزني) و (اليمن الخضراء) وغيرها .
( مشاركاته المحلية والخارجيه )
شارك في العديد من المحافل والمهرجانات الدولية والعربية منها على سبيل المثال: السعودية/العراق/عمان/ في مهرجان الخريف/لبنان/الكويت.. التي التقى فيها أثناء مشاركته في مسرح (الاندلس) الذي غنى به الموسيقار “فريد الاطرش” وكوكب الشرق “ام كلثوم” والفنان العدني “احمد قاسم” ،التقى أيضاً بالفنان الموسيقار الكبير “د. عبد الرب ادريس”_ الذي تنبى له حينها بمستقبل فني رائع خاصة بعد اللقاء الذي جمع بينهما في منزله بالكويت عام 1990م_ كما شارك في مهرجان الاغنية العربية العاشر في الاردن (عمان) في الفترة من 11 اغسطس حتى 25 اغسطس 2002م_ ونال المركز الثاني تلحيناً وأداء عن اغنيتي (الحلم) وأنشودة فلسطين (صرخة) التي واكبت مصرع ومقتل الطفل الفسطيني “محمد الدرة”_ وكذلك شارك في العديد من الفعاليات الغنائية التي مثلث اليمن ومنها : بيونج يانج في كوريا/ موسكو/ اليونان/ اليابان/ قبرص/ بريطانيا .. ونال شهادات وأوسمة رفيعة هامة في جميعها .
التزامه بالقضايا القومية
حرص على تقدم العديد من الأعمال الغنائية الموسيقية (ذات الطابع العربي القومي)_ وقام بصياغتها كلمات والحان وغناء، متفاعلاً مع ما يدور من أحداث مؤلمة ومؤسفة في فلسطين ولبنان والعراق، حيت غنى عدد من الاناشيد أهمها: صرخة “لبنان” رعاك الله يا “بغداد” وغيرها، سجل من خلالها موقف الفنان الملتزم المثقف بقدسية رسالته الفنية .
تجربته مع الفيديو كليب
يعتبر ” خليدي” من الفنانين اليمنيين القلائل الاوائل الذين قدموا الأغنية اليمنية بشكلها الحديث والمعاصر (الفيديو كليب) الهادف الذي يحمل قيمة أدبية وفنية، ومضمون له خصوصية عدنية يمنية أصيلة، حيت حصل على شهادة تقديرية بذلك الخصوص من تلفزيون (المستقبل)_ في لبنان عام 2000م_ على أغنيتي (صبي يا مطر) و (الحلم) المصورة بطريقة الفيديو كليب للمخرج المبدع جميل علي عبيد . ( تأسيس فرقة جامعة عدن ) تولى قياده وتأسيس الفرقة الفنية والموسيقية المركزية في “جامعة عدن” خلال الأعوام من 1997م حتى 2002م_ وأستطاع بخبراته وإمكاناته وجهوده الإبداعية أن يخرجها من النشاط الصفي التقليدي الداخلي في إطار الجامعة، ليدفعها ويقدمها في الإحتفالات المركزية الوطنية الرسمية في عموم الوطن، وحقق بذلك نجاح منقطع النظير، كما أنه اكتشف العديد من المواهب والاصوات الشابة التي قدم لها الحانه الخاصة وتبناها ورعاها فنياً .
عضوياته وشهاداته التقديرية
الفنان ” عصام” عضو مؤسس في رابطة أصدقاء جامعة الدول العربية، وممثل الفنانين اليمنيين، وكان ضمن الوفد الذي قام بحملة التبرع بمليون قلم رصاص وغيرها من المستلزمات الضرورية للعراق الشقيق، وكسر الحصار المفروض على الشعب العراقي في تلك الفترة الزمنية، وهو عضو في اتحاد الفنانين اليمنيين، وكذا عضو اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين . منح العديد من التكريمات والشهادات التقديرية في داخل الوطن وخارجة، والتي تشيد وتثمن عالياً أهمية دوره المؤثر في مجال تطوير الغناء والموسيقى اليمنية (والعدنية) على وجه الخصوص، وكان اخرها التكريم الذي حضي به من قبل تلفزيون قناة “عدن الفضائية” بمناسبة مرور (49 عاماً) على تأسيسها، وايضاً تكريمه من قبل “اذاعة عدن” تقديراً وعرفاناً لدوره الفاعل في خدمة فن الغناء بمناسبة مرور (60 عاماً) على تأسيسها .
جميع هذه الاعمال التي ذكرناها، تم توثيقها بالصوت والصورة في تلفزيون عدن في تلك الفترة الذهبية، التي كانت تشهد حراكاً ابداعياً وفنياً، أستطاع من خلالها الفنان المتألق “عصام خليدي” بجذاره أن يحتل مكانة مرموقة ك فنان غنائي اصيل وملحن بارع وبارز ومتمكن من أدواته الموسيقية في عموم مشهد الغناء اليمني . تجذر الاشارة الى ان الفنان “خليدي” يشغل وظيفة مستشار نادي ضباط الشرطة، ومشرف الفرقة الفنية الموسيقية في وزارة الداخلية عدن .