هي لوحة لفنان الهولندي يوهانس فيرمير المعروف بإسم فيرمير Johannes Vermeer هو من أشهر فنانو القرن السابع عشر الميلادي في أوروبا المولود عام 1675 و توفى عام 1932 تميز بصور البورتورية الشخصية بالرغم من قله أعمالة الفنية و لكنه ترك إرث هائل من الفن من ضمن اللوحات التي خلفها وراه ، الرجل النبيل و المرأة يحتسيان الخمر في برلين و الرسالة و المرأة صاحبة الإبينيت ، منظر لدلفو لكن أشهرها على الإطلاق الفتاة ذات القرط اللؤلؤي .
قصة اللوحة
هي لوحة زيتية فتاة ترتدي حلق من اللؤلؤو غطاء رأس ، كان الفنان لم يرد أن تظهر كما هي بين أيدينا الآن فهو كان يصور فتاة أوروبية بزي غريب مع العمامة الشرقية و القرط اللؤلؤي ، تكون 44,5 سم ارتفاعًا و 39سم عرضًا ، تشير التقديرات أنه تم رسمها عام 1665 بنظام ألوان خافت ، الفتاة هي فتاة غريبة لا أحد يعرف عنها شيئًا سوى أنها كانت فتاة خجولة والدها كان يعمل في تلوين و تزيين الخزف و فقد بصره فأفقده القدرة على النظر و العمل و أصبح وضعهم المادي حرج نتجة لذلك أرسل الفتاة لعمل كخادمة في منزل الرسام يوهانس كانت قليلة الكلام و الجميع يسيء معاملتها ، كانت تنظف مرسم الرسام و كان تلك الرسام لا يسمح لزوجته بدخوله و قرر تعلميها الألوان و رأي فيها صورته المرتقبة فأعطاها قرط زوجتة و قام برسكها تلك اللوحة التي هي أعظم لوحاته على الإطلاق.
تعرضت اللوحة لكثير من الإنتقالات أشترها رجل يدعى أرنولوس أندريس في مزاد في لاهاي عام 1881 ولا أحد يعرف في تلك الفترة أين كانت و لكنها توجد منذ عام 1992 في قصر موريتشون و تم عرضها في المتحف الوطني في اليابان عام 2013 – 2014 ثم الولايات المتحدة في متحف أتلانتا و متحف يونغ دي في سان فرانسيسكو ثم عادت مرة أخرى في يونيو 2014 لمتحف قصر موريتشون .
شهرة اللوحة
في الكثير من الأحيان تعود الشهرة الواسعة لبعض الأعمال الفنية لاستخدامها كرمز محوري في أفلام حققت جماهيرية كبيرة أو أن يكتب عن العمل الفني روايات أو أعمال أدبية، وهذا ما حدث مع هذه اللوحة، في عام 1999 كتبت “تريسي شيفيلير” رواية مستوحاة من اللوحة وتحمل نفس الاسم وكانت هذه الرواية مصدر الهام لفيلم ومسرحية يحملان نفس الاسم أيضا، الفيلم من إنتاج 2003 ومن بطولة سكارليت جوهانسون التي قامت بدور الفتاة ذات القرط اللؤلؤي وحصلت عن هذا الدور على عدة جوائز منها الجولدن جلوب والبافتا لأفضل ممثلة.
عندما ننظر للوحة يخطر لنا “هل تسير الفتاة نحونا أم بعيدا عنا، لا يمكننا أن نجزم”، من نظرتها وفمها الصغير المفتوح ننتبه لأنها على وشك قول شيء ما لكن شيء ما جعلها تتوقف، انها تفكر، هل هي مترددة؟ لا ندري، في ذلك الوقت، كان الفن الهولندي يتميز بخاصيته التعبيرية المثالية والتي تعكس التعبيرات والحالات النفسية الداخلية، لذا يرى الكثيرون أن هذه اللوحة تصور موضوعا سيكلوجيا داخليا أكثر من أي شيء آخر.
من الأشياء الملفتة في اللوحة بشكل مثير هو غطاء رأس الفتاة الأزرق أو العمامة الشرقية التي ترتديها الذي يخرج منه خمارا أصفر، تتكرر في لوحات فيرمير أغطية الرأس التي ترتديها النساء، والتي كانت منتشرة في أوروبا في ذلك الوقت بسبب الحروب التي كانت بين أوروبا والدولة العثمانية، لقد كان الأوربيون ينظرون إلى الأتراك أعدائهم نظرة انبهار وإجلال، وتأثروا بمظهرهم وبطرقة حياتهم حتى أن المفارش التي رسمها فيرمير في العديد من لوحاته هي مفارش من تصاميم تركية، خلال الحرب ضد الأتراك ثبت أن أساليب الحياة واللباس الخاصة بالأعداء كانت أشياء موضع افتتان شديد.