تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تشارلز الثالث.. الملك الرسام!

تشارلز الثالث.. الملك الرسام!

تشارلز الثالث ..الملك الرسام!

4 سمات فنية ميزت لوحاته المختلفة..

هل هناك علاقة بين أهل السلطة والإبداع الفني؟، الأمثلة تتكرر بين هؤلاء القابضين على عالمي الحكم والفنون معا.

وأحدث الأمثلة وأبرزها في محيط دائرة الضوء هذه الأيام، تشارلز الثالث، ملك بريطانيا، الذى ودع والدته ومليكته، إليزابيث الثانية، إلى مثواها الأخير قبل يومين.

وبخلاف ما يعرف عنه من الاهتمام بقضايا المناخ، ودراسته المتعمقة للآثار وتاريخ العمارة، واهتمامه بالقراءة عن العقيدة الإسلامية، فالملك تشارلز الثالث، رسام بارع.

وصفه تقرير لموقع «إنسيدر» الإخبارى الأمريكى بأنه من أنجح الرسامين البريطانيين فى الوقت الحاضر.

ويكشف التقرير أن الملك بدأ ارتباطه بالرسم فى عقد السبعينيات، بعد أن وجهه إلى هذا المسار المبهج، معلم الفنون روبرت واديل، الذى قابله تشارلز خلال أعوام دراسته بمدرسة «جوردونستون» الداخلية باسكتلندا. وكان تشارلز قد انضم إلى هذه المدرسة، التى كان والده الأمير فيليب (1921-2021) من أوائل خريجيها، بدءًا من عام 1962، وكان عمره 13 عاما. وتخرج فيها عام 1967، ليلتحق بعد ذلك بجامعة كامبريدج، حيث درس علمى الآثار والأنثروبولوجى.

إن كانت هذه هى البداية، فكيف تطور أسلوب الملك الرسام وما هى سمات هذا الأسلوب الفني؟ وفقا لعدة تقارير من بينها ما أوردته صحيفة «ذا تليجراف»، فإن تشارلز تتلمذ على أيدى فنانى بريطانيا الكبار مثل جون نابير، وجون وارد، وإدوارد سياجو، وغيرهم.

أما عن سماته وأسلوبه الفنى، فيلتزم الملك الفنان باستخدام الألوان المائية حصريا، دون غيرها. وحسب «ذا تيلجراف» أيضا، فإن ذلك الاختيار يرجع لكون الألوان المائية أسهل فى عملية الرسم وأسرع فيما يخص جفاف طبقات اللون. وذلك يرفع عن الملك حرج إبقاء حارسه الشخصى منتظرا لوقت طويل بموقع الرسم، وذلك حسب تصريحاته للصحيفة البريطانية.

أما ثانية السمات المميزة، فهى أنها تتناول المشاهد الخارجية من معالم الطبيعة والمعمار. وتم تعليق أولى لوحاته فى قلعة «ويندسور» اعتبارا من عام 1977، لتجاور أعمال جدته الملكة فيكتوريا (1819- 1901) التى كانت أيضا من مبدعى الرسم بالألوان المائية. ومع أعمالهما، لوحات للأمير فيليب، الذى كانت تصميماته نواة للوحات الزجاج الملون بنوافذ الكنيسة الخاصة فى «ويندسور». وثالثة السمات، هى تخصيص الملك الكثير من لوحاته لتصوير أنحاء وملامح اسكتلندا التى عاد لها مرارا بعد انتهاء أعوام دراسته فى «جوردونستون». وعلى رأس بقاعه المفضلة هناك، بحيرة «هيلمزدال» الاسكتلندية، حيث اعتاد الجلوس لفترات غير قصيرة على شاطئها، بغرض الصيد حينا والرسم أحيانا. وبالطبع، لقلعة «بالمورال» فى اسكتلندا، المقر المحبب للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، نصيب وافر من الحضور بلوحات تشارلز. ولم تقتصر تلك اللوحات على القلعة التى تم شراؤها لمصلحة الملكة فيكتوريا عام 1852، بل جالت فى محيطها تصور كثيرا من تفاصيل طبيعتها الغنية.

ولم تقتصر أعمال تشارلز على الطبيعة والمعمار البريطانى، فقد أبدع لوحات رائعة خلال زياراته لسويسرا وهونج كونج واليابان وغيرها من بلاد العالم. وقد تم اعتماد لوحته لقرية «كلوسترز» السويسرية لتزين « بطاقة الدخول» لنطاق التزلج بالقرية عام 1997.

وهذه لم تكن المرة الوحيدة، فقد تم اعتماد لوحات تشارلز المصورة لجبل أركل فى اسكتلندا ليزين واحدة من الطوابع الصادرة عن «البريد الملكى البريطانى» عام 1994. كما عادت لوحاته لاحقا لتصدر الطوابع بتصويره منزل العائلة المالكة فى قرية «ديرزينجهام» بمقاطعة «نورفولك»، الذى طالما شهد قضاء العائلة عطلة الكريسماس.

وأخيرا، تأتى السمة الأهم، وهى أنه بخلاف تضمين أعماله بين المجموعات الملكية وعقده معرضا بين الحين والآخر، مثل ذلك الذى عقده للاحتفال بعيد ميلاده السبعين، فإن لوحات الملك لا تباع بهدف التربح. فهى تباع فقط لدعم الأنشطة الخيرية إجمالا، وتحديدا تلك الخاصة بالمؤسسة التى تحمل اسمه. ورغم ما تورده «ذا تليجراف» عن تحقيق النسخ المبيعة من لوحات تشارلز خلال الفترة بين عامى 1997 و 2016 مليونى جنيه إسترلينى، فإن الملك مازال يلقب نفسه بـ«الهاوى المتحمس».