تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تعليم الفن التشكيلي عبر تطبيقات التواصل

تعليم الفن التشكيلي عبر تطبيقات التواصل

تعليم الفن التشكيلي عبر تطبيقات التواصل

 

فخر العزب
عندما بدأت الحرب في اليمن عام 2015، أغلقت المعاهد والمؤسسات الثقافية أبوابها، ومن ضمنها المنتدى العربي للفنون، الذي أسسه الفنان التشكيلي ردفان المحمدي، في 2013؛ ما جعله يفكر بطريقةٍ يستمر من خلالها بتقديم دروس الرسم، ليلجأ إلى فكرة التدريب عن بعد.

يقول الفنان المحمدي: “أعلنت عن فكرة التعليم عن بُعد، وهي الفكرة التي لقيت استحسان الكثيرين، لأقوم بإعطاء دروس تعليم الرسم عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي “واتساب” و”تيليجرام”، وحتى بعد عودة الحياة وافتتاح المنتدى العربي للفنون من جديد، استمررت بتقديم الدروس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم الدورات التدريبية”.

ويضيف: “استمررنا في التعليم عن بُعد نظرًا لرغبة الكثير في التعلم وهم في المنزل، فتطور الأمر وأدخلنا أقسامًا أخرى كالخط العربي وفن الريزن والتصوير والمشغولات اليدوية والجرافكس وغيرها من الدورات التي نقدمها”.

وهناك العديد من الأسباب التي دفعت الفنان المحمدي للجوء إلى وسائل التواصل لتعليم الرسم عن بُعد، ويقول عن ذلك: “التطبيقات سلسة وفي متناول الجميع، ولهذا كان من الأسهل على الطالب التعلم من خلالها، وسهل عليَّ أيضًا استخدامها، والتجربة نجحت، وهناك فنانون وفنانات تعلموا الرسم لديّ عن بُعد، وشاركوا بمعارض محلية وعربية، بل إن البعض حصلوا على جوائز”.

ولد الفنان التشكيلي ردفان المحمدي بتعز عام 1985، وبدأ بممارسة الرسم في 2000، ليحصل على دبلوم فنون جميلة من المعهد المهني بتعز، ثم تتلمذ على يد الفنان الراحل هاشم علي.

وعن ذلك يقول: “تعلمت الرسم داخل قسم الفنون، كانت تجربة، وتحول الأمر لشغف، لأني دخلت قسم الفنون كعبور لكي يدرج اسمي ضمن كشوفات المعهد؛ لكونه القسم الوحيد الذي لايزال هناك متسع فيه للطلاب، بعكس بقية الأقسام الفنية التي أردت أن أدخلها، وكان العدد مكتملًا”.

تأثر المحمدي بالفنان التشكيلي عبدالغني علي أحمد، الذي يعد أستاذه، ليتتلمذ بعدها على يد الفنان الراحل هاشم علي، الذي تأثر جدًا بأعماله وأسلوبه، ليشق طريقه الفني ميالًا للمدرسة الواقعية، وما يقاربها من مدارس كالتأثيرية والرومانسية، كما أنه أحيانًا يرسم رسمًا سرياليًا وأحيانًا تجريديًا.

الفنان التشكيلي ردفان المحمدي

مسيرة فنية حافلة بالعطاء هي مسيرة الفنان المحمدي الذي شارك بالكثير من المعارض يصل عددها إلى 50 معرضًا جماعيًا في اليمن، وأكثر من 45 معرضًا دوليًا في دول عربية وأوروبية وفي الصين وبنجلاديش”.

للفنان المحمدي الكثير من اللوحات الفنية، لكن أكثر اللوحات التي يشعر بمكانة كبيرة لها هي لوحة اليمن السعيد، التي رسمها عام 2016، ولوحة حافة المكان، ولوحة ماذا بعد، ولوحة ابن الأرض، هذه الأعمال تتحدث عن واقع الحروب في اليمن والدول العربية التي طالتها الحرب، وكذلك إنجازه للوحة قلعة القاهرة بحجم كبير بلغ 35 مترًا مربعًا.

وخلال مسيرته الفنية حصل الفنان المحمدي على العديد من الجوائز المحلية والدولية، أبرزها المركز الأول في “الفن التشخيصي”، ضمن مسابقة أقيمت في لندن للفنانين العرب، 2016، والمركز الخامس في مسابقة ومعرض الشمري الدولي للفن التشكيلي، القاهرة، 2019، وجائزة أفضل عمل تشكيلي في معرض “رؤى عربية 2030″، ضمن أفضل عشرة أعمال، 2019، والمركز الثاني في بينالي الشباب العربي في التصوير الزيتي، 2018، والمركز الأول على مستوى الوطن العربي في المدرسة الواقعية في ملتقى المبدعين الدولي التاسع، القاهرة، 2018، وجائزة أجمل لوحة تشكيلية لمنظر سياحي في اليوم العالمي للسياحة، والمركز الأول بالإضافة إلى استلام الدرع السياحي، اليمن، 2008، وجائزة أجمل لوحة تشكيلية لمنظر سياحي في صيف صنعاء السياحي، المركز الثالث، بالإضافة إلى استلام الميدالية البرونزية لعام 2009، وجائزة أجمل لوحة تشكيلية لمنظر سياحي في مهرجان صيف صنعاء السياحي السادس، المركز الثاني، 2013، والمركز الثالث (الميدالية البرونزية) في مجال الفن التشكيلي في مهرجان العلم والعمل، صنعاء، 2016.

الفن التشكيلي لن يموت
ومن وجهة نظر الفنان المحمدي، فالفن التشكيلي في اليمن يزداد عدد مرتاديه، اليوم يصل عدد الفنانين بالآلاف، لكن التقصير كبير من الدولة في احتضان الفنانين، وعمل بنية تحتية للفن تعزز من مكانته وتوسع انتشاره.

ويتفاءل المحمدي بمستقبل الفن التشكيلي الذي يرى أنه “يزداد ازدهارًا، ولن يموت، لأن ممارسته مستمرة، ومرتاديه كثيرون، وسوق الفن لايزال موجودًا وبقوة، قد يكون هناك نوع من التراجع، إلا أنها حالة مؤقتة، ففي ظل الحرب والأزمات العالمية يتحول تفكير الناس لتوفير لقمة العيش، وتوفير حياة كريمة للمستقبل، وتكون اللوحة آخر الخيارات، وفي حالة الاستقرار تصبح اللوحة مهمة، لتكون جزءًا من حياة محبي الفن ومقتنيه”.

المصدر/ موقع المشاهد