تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » ماذا فعل دويتو أيوب طارش ومنى علي بأول شركة لإنتاج الأغاني اليمنية؟

ماذا فعل دويتو أيوب طارش ومنى علي بأول شركة لإنتاج الأغاني اليمنية؟

ماذا فعل دويتو أيوب طارش ومنى علي بأول شركة لإنتاج الأغاني اليمنية؟

 

مصطفى راجح
في عام 1966 أسس الفنان علي الآنسي وآخرون أول شركة لإنتاج الأغاني اليمنية وتوثيق الأهازيج والمهاجل بعد إعادة تلحينها، وقد كان الفنان علي الآنسي مديرها الفني وفنانها الأبرز ، وكلف تأسيس الشركة عشرين ألف ريال يمني ، وكان مبلغاً كبيراً في تلك الأيام، وساهم في تأسيسها ثلاثة مساهمين بالإضافة إلى الفنان الآنسي ورجل الأعمال أمين درهم.

تم تسجيل عشر أغاني في بيروت من ألحان الفنان علي الآنسي وأداءه ، وهي ألحان أستقاها من جولاته في المناطق اليمنية وتنقيبه عن مخزونها التراثي من الأهازيج والمهاجل في قرى اليمن ووديانها، وكانت نقلة كبيرة في الفن اليمني، حتى أن نظرة أولى في بعضها تقول لنا أنها سبقت زمانها في التأسيس لما عُرف لاحقاً بالفيديو كليب “شاهد أغاني الفنان علي الآنسي المسجلة في بيروت”.

هذه الأغاني ماكيتات أبدعها الناس في حياتهم اليومية في الحقول والوديان والقرى والجبال ، وحولها الحس الفني العالي عند الفنان الآنسي إلى ألحان خالدة. يقال أن كل الألحان هي محاولة للإقتراب من لحن الأرض الكلي، وهذه تُفهم من هذه الزاوية. ومن زاوية أخرى ، يقال أن كل ألحان الأغاني اليمنية أنجزت قبل مئات السنين، وأن آخر لحن جديد كان قبل ثلاثمئة عام.

واللحن هنا يحيل إلى ذلك التناغم بين الروح التي نظمته بإتساق مع نبضها وما تولد في أحاسيسها ، وهو أساس يتم تطويره بإستمرار. الألحان تنمو وتتطور مثلها مثل الكائنات الحية ، وكل لحن متميز نستمع إليه في أيامنا ، يكون قد مر بمراحل متتالية من التنقيح والتعديل والتطوير حتى وصل إلينا بصورته النهائية.

وفيما كانت هذه النقلة المتميزة تخرُج للجمهور بأغاني الفنان علي الآنسي المتميزة ، كان الفنان أيوب طارش قد أنجز أول دويتو فني بالإشتراك مع الفنانة منى علي في الأغنية الشهيرة ” رُحلك بعيد “.

وفي التوقيت نفسه نزلت أغاني الفنان علي الآنسي ودويتو أيوب ومنى علي. يحدثنا رجل الأعمال أمين درهم ” المدير العام لشركة إنتاج الأغاني اليمنية حينها ” في مقيل الأستاذ فيصل سعيد فارع ، أن الجمهور كان مأخوذًا بأول دويتو بين فنان وفنانة.

كان المعجبين في الحديدة يأتون الى الاستريو طالبين أسطوانة ” أيوب ومَرَتِه – باللهجة التهامية”، ومقابل كل عشرين زبون يطلبون عشرين أسطوانة لدويتو أيوب ومنى علي، يأتي اثنان لاقتناء أسطوانات الفنان علي الآنسي، وذلك بالطبع لا علاقة له بتقييم الفنانين أو أغانيهما، بقدر ما هو مرتبط بقنبلة الدويتو الفني الأول في مجتمع لم يعرفه من قبل.

ساهم اللحن البديع لأغنية ” رُحلك بعيد ” في هذا الانتشار، وفيه قولان ؛ فهناك من يقول أنه من ألحان الفنان علي الآنسي نفسه، وكان ثمرة تعاون بينهما نتج عنه هذ اللحن وهو من كلمات الفضول ، وهناك من يقول أنه لحن تراثي.

وثمة معلومة لافتة حول أول دويتو في اليمن بين فنان وفنانة، حيث يقول أمين درهم، أن هناك نسخة أولى في عدن سبقت دويتو “أيوب ومنى علي”، وجمعت الفنانة نبيهة عزيم مع الفنانين صالح همشري وفؤاد الشريف، في أغنية ” يا زين يا زين. “، وتم غنائها في مسرح البادري في العام 1957، وهي من كلمات ولحن الفنان أبوبكر سالم بلفقيه.