تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الأغنية اليمنية.. ثورة تجديد يقودها فنانون شباب

الأغنية اليمنية.. ثورة تجديد يقودها فنانون شباب

الأغنية اليمنية..ثورة تجديد يقودها فنانون شباب

أحمد الواسعي

لفترة طويلة غرق الفنانون اليمنيون في الإرث الموسيقي الذي كونه عمالقة الموسيقى خلال السبعينات والثمانينات، وأعادوا إنتاجه بأشكال عدة، لكنهم وقعوا في فخ التقليد، وعدم تقديم الجديد لتعيش الأغنية اليمنية حالة طويلة من مناجاة الماضي.

استمرت هذه الاشكالية لسنوات طويلة حتى أتى مؤخرًا فنانون شباب امتلكوا الجرأة لكسر القالب وتحدي الماضي، وخلقوا أغانيًا جديدة، وشكلوا ألحانًا مختلفة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل امتد إلى استخدام آلات عصرية حديثة، وطرق جديدة لتسجيل الموسيقى بشكلٍ حديث يساعدها على عبور الحدود اليمنية والوصول إلى دول أخرى .

ثورة تجديد

مؤخرا بدء عدد من الفنانين الشباب مثل: حمود السمة وصلاح الأخفش، وفاطمة مثنى، وفؤاد عبده الواحد وغيرهم، كسر القالب الروتيني للأغنية اليمنية الذي يعتمد على آلة العود، والذي لا يثير كثيرًا اهتمام الجمهور العربي المعتاد على الايقاعات السريعة والآلات المتنوعة، ليطلقوا تجربة جديدة للأغنية اليمنية من خلال إنتاج وتجديد أغانٍ تحتوي على إيقاعات متجددة وآلات متعددة، في محاولة منهم للوصول للجمهور العربي بأسلوب مغاير وحديث يناسب كل الأذواق .

هناك ثورة فنية عظيمة للأغنية اليمنية يقودها عدد من الفنانين اليمنيين، وعلى رأسهم بحسب رأيي الشخصي، الفنان حمود السمة الذي حرص في السنوات الأخيرة على ابتكار أغانٍ ذات كلمات وألحان جديدة نابعة من قلب الهوية الموسيقية للغناء اليمني، وتتسم بروح يمكنها أن تواكب ذائقة الجمهور العربي، وأبرزها أغنية ” بين أدور راحتك” التي سطى عليها فنانون عرب، وأعادوا غنائها دون الإشارة الى مصدرها .

حضور عربي

قبل أيام أثناء زيارتي للأردن توقفت عند أحد محلات البيتزا في منطقة راقية، كنت أسمع أغنية يمنية تصدح من داخل المحل، تتبعت الصوت ودخلت إلى المطعم لأجد صوت الفنان حمود السمة في استقبالي بأغنية (بك أو بغيرك شاعيش) ،كنت أعيش لحظة دهشة وارتياح وفخر لأنني وجدت هويتي الفنية حاضرةً، وتثير إعجاب شعوب أخرى .

اتجهت إلى مالك المحل وبمجرد أن ألقيت التحية على مالكه عرف أنني يمني، قفز من مكانه وظل لدقائق يتحدث بلا انقطاع عن حبه وإعجابه بحمود السمة، ويردد على مسمعي كلمات بعض أغانيه، ويضرب بيده على الطاولة من شدة الإعجاب وهو يتذوق الكلمات.

كنت أستمع إليه وروحي تبتسم وكأنني حمود السمة يستمع لأحد معجبيه، خرجت من المطعم ولدي فكرة مختلفة تماما عن إمكانيات الأغنية اليمنية المعاصرة، وماذا يمكن أن تفعل، وما أجمل أن تتعرف إليك الشعوب الأخرى من خلال الموسيقى التي تقدمها بلدك؛ فالموسيقى أنقى صورة تتحدث بلغة الشعوب.

انتشار كبير رغم قلة الإمكانيات

أغنية يمنية أخرى تحولت إلى هوس عربي، وهي أغنية: (يا ليالي ياليالي) للفنان صلاح الاخفش، وبعيدا عن الإمكانات الفنية لهذا الفنان فقد انتشرت هذه الأغنية للعالم العربي، وغناها عدد من الفنانين في اليمن ودول الخليج، وحققت 42 مليون مشاهدة على اليوتيوب، متجاوزةً بذلك عدة أغاني لفنانين عرب، من ضمنهم الفنان ملحم زين في أغنيته “ضلي أحكي” التي حصدت 20 مليون مشاهدة، وحسين الجسمي بأغنيته “أحبك” ووليد الشامي في أغنيته “هلا هلا” وأغنية “شوكلاته” للفنانة بوسي والفنان محمود الليثي، بحسب تصنيف موقع (سيدي) الألكتروني .

إن الأغنية اليمنية الحديثة تحتاج إلى المزيد من الوقت لكي تترسخ في نفوس الجمهور العربي، إلا أن تجربة الفنانين الشباب ومحاولاتهم في تجديد الأغنية اليمنية رغم قلة الإمكانات اذا استمرت، ستؤسس لمرحلة جديدة للأغنية اليمنية وستحدث نقلة نوعية كبيرة لها .

نقلا عن موقع “ريشة”