تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المسكوت عنه.. الوجه الآخر لما يدور خلف الكواليس

المسكوت عنه.. الوجه الآخر لما يدور خلف الكواليس

المسكوت عنه.. الوجه الآخر لما يدور خلف الكواليس

 

زهير الطاهري*
يرد الأخوان حسين مثنى و حسن مثنى على كل من يسألهم حول سبب ابتعادهم عن الدراما: “سنعود حين نجد كاتبا يكتب سيناريو لأجل قضية حقيقية و بشكل مرتب يحترم الممثل والمشاهد. لا يمكن العودة دون أن نجد الأدوار المناسبة في التمثيل. “. هذه إجابة محترمة، ويستحقان الاحترام لأجلها. لكنني في الحقيقية لا أجدها مقنعة، فهذا ليس سببا كافيا لابتعادهما. وأعتقد أن هناك أسبابا أخرى، حتى لو لم يفصحا عنها.
أشياء كثيرة تدور في الكواليس، ولا تخرج للسطح كما يحدث في بقية العالم. تهميش وإقصاء. كما حدث مع نبيل الآنسي من قبل، والتي اتضح من خلال رده على مقالي السابق، قائلا: ” طالما أردت أن أخبر الناس، وأبوح لهم بما ألمَّ بي، وما ضاق به صدري في عالم الفن الكئيب، الذي ذقت مرارته سنين طويلة. ولكنني آثرتُ ذلك لغيري واستثقلته على نفسي عزةً كي لا يُقال عني غِرا وأبله أو مغرورا، وقلت لعلَّ الأيام ستُنصِف لي بقلم أحدهم.”. فالمبدع اليمني محترم بالفطرة ومتواضع، بل تواضع يصل حد السذاجة على حد تعبير البردوني.
حرب لوبيات ضد أفراد، تحكمها المصالح والعلاقات، هي حرب قذرة في النهاية، لأنها تخاض على حساب الإبداع، والجمهور. فبعض المخرجين لا يحترمون حقوق المبدع الفكرية والمادية، كما حصل مع نزار السنفاني، الذي خرج عن صمته منذ أيام رافضا الاستغلال والتغييب الذي تعرض له من قبل مخرج مسلسل خارج التغطية، الذي تنكر لجهوده الفنية في الديكور والإكسسوارات البديلة للمسلسل.
لا يوجد ما أهو أقبح من تغييب جهودك وتهميشها، إلا محاولة التقليل من شأنها. فمحاولة إضافة اسم نزار في تتر الحلقة 14، بلا اعتذار ولا توضيح، وكأن المشكلة كلها تكمن في جرة قلم لا غير، دون اكتراث لأصل المشكلة والتي تكمن في التنكر للجهود، هي محاولة بائسة منهم للإلتواء والتشويش على دخان بدأ وقد لا يتوقف. والمهم أنها تأكيد منهم على أن ما حدث كان متعمدا.
مازلت لا أفهم، لماذا يتبجح بعض المخرجين والمنتجين على المبدعين العاملين معهم، هناك إحساس لئيم يساورهم، بإن عملك معهم بحد ذاته مكافأة. لذا تصبح حقوقك ثقيلة عليهم، وربما اعتبروها بمقاييسهم اللئيمة هبة منهم لا أكثر. لذا يختلقون الأساليب والحيل لإجبارك على تركها.
استغلال ولؤم وانتهاك لقوانين وأخلاق المهنة، فالحقوق الفكرية والمادية مسلمات وجودية ثابتة، ولا يليق مناقشتها.
وبالمناسبة، ما الذي يمكن أن يقدمه مخرج بهذه الصفات؟ فلا يحمل الحقدَ من تعلو به الرتبُ، كما يقول عنترة بن شداد.
فالحقد والنجاح لا يجتمعان أبدا، فما بالك بعمل لا يكون النجاح فيه إلا جماعيا.
هذا ما يفسر التردي الواضح لمستوى الدراما اليمنية. فهم لا يهتمون بالفن بقدر اهتمامهم بالمكاسب، تبضيع الفن، ممارسات لئيمة لأشخاص ممتلئين بعقد نفسية. ثم يأتون بكل بجاحة ليقولون لنا العبارة التي كرهنا سماعها: “أنت في اليمن”. العذر الذي هو أقبح من الذنب نفسه.
وفي الأخير، ما الذي ننتظره من مخرج أو منتج لا يحترم المبدع والمشاهد معا؟ مع احترامي لبعض المخرجين والمنتجين الذين يحرصون على ظهور الدراما اليمنية بطريقة مشرفة.

نقلا عن موقع “ريشة”