تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » محمد القحوم.. سفير الموسيقى اليمنية حول العالم

محمد القحوم.. سفير الموسيقى اليمنية حول العالم

الموسيقار محمد القحوم

 

منذ طفولته المبكرة بمدينة تريم في محافظة حضرموت، كان محمد القحوم شغوفًا بالموسيقى، ومحبًا للفن الغنائي اليمني. درس في كلية الهندسة بجامعة حضرموت، ومرت السنون، لكن اهتمامه بالموسيقى لم يتراجع. اليوم، يظهر القحوم، 32 عامًا، اسمًا بارزًا في هذا المجال، ويقدم نفسه كمؤلف موسيقي، ومهندس صوت.

طوال السنوات الماضية، أقام القحوم العديد من الحفلات الموسيقية، ويقول إن هدفه هو “إيصال الفن اليمني إلى العالم”، بالإضافة إلى الدعوة للسلام من خلال الفن.

ويقول: “الفن رسالة تحمل معاني ودلالات كبيرة. في الوقت الذي ربما لا تستطيع الكلمات إيصال الرسالة، يستطيع الفن إيصالها بصورة أكثر تأثيرًا، خصوصًا أن اليمن يمتلك فنًا راقيًا ومرنًا، له القدرة على إطراب المستمعين على مستوى الوطن العربي”.

يمتلك القحوم العديد من الأعمال والمشاريع الموسيقية المعروضة ضمن مجموعة من القنوات المحلية والعربية، ويتعاون مع عدد من الفنانين اليمنيين والعرب، وتحصد قناته على يوتيوب ملايين المشاهدات.

مشروع “السيمفونيات التراثية”
في 2004، بدأ القحوم العمل في مجال الهندسة الصوتية والتوزيع الموسيقي، وعززت تلك التجربة خبرته في مجال الموسيقى. وفي 2017، خطرت في باله فكرة مشروع تقديم الفن اليمني التراثي بقالب موسيقي حديث. بعد عامين، استطاع تنفيذ فكرته، وأخرج مشروعه إلى العلن تحت عنوان “السيمفونيات التراثية”.

أقام القحوم أول حفلة في العاصمة الماليزية، كوالالمبور، في 2019، وضمت تلك الحفلة 90 عازفًا من اليمن ودول أخرى، بالإضافة إلى حفلة “نغم يمني على ضفاف النيل”، بحضور 120 عازفًا يمنيًا وعربيًا في دار الأوبرا المصرية، عام 2022.

يقول “عملت على تعزيز مشروعي السيمفوني التراثي في حفلة “نغم على ضفاف النيل”، من خلال تقديم تسع مقطوعات موسيقية مستوحاة من التراث اليمني والفن المصري، بقالب عصري، وباستخدام آلات موسيقية يمنية ومصرية، وشارك فيها نخبة من الفنانين والعازفين اليمنيين والعرب، في محاولة لنقل صورة جميلة عن التراث اليمني، وعن إبداع الشباب برغم الظروف الصعبة”.

يشير القحوم إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي سهّلت للشباب في اليمن إيصال أصواتهم ورسالتهم إلى العالم، واستطاعوا من خلال الفن والتكنولوجيا التعبير عن رأيهم في السلام والوئام، ورفضهم للحرب والدماء.

تحديات وانتقادات
لا يوجد اهتمام مجتمعي أو رسمي للموسيقى في اليمن، وهذا الأمر يجعل الطريق أكثر صعوبة للمهتمين بهذا المجال. يعترف القحوم بالتحديات التي واجهها طوال رحلته الموسيقية، ويقول: “أواجه انتقادات كثيرة؛ البعض يقول لي “البلد يمر بوضع سيئ وأنت تقدم الموسيقى”، ولكني أسعى إلى السلام والترابط بين الناس من خلال هذا الفن. لا نملك كشباب أي دعم، لا أقصد الدعم المالي، وإنما الدعم المعنوي والنفسي. كمية الإحباط في البلاد كفيلة بقتل أي حلم، وليس فقط الحلم في مجال الموسيقى”.

بحسب القحوم، البعض يرون أن لا وقت للفن في ظل وجود الأزمات الاقتصادية والظروف المعيشية الصعبة في اليمن. ويشير إلى أن عدم وجود أكاديميات لتعليم الموسيقى أو معاهد، جعل المجتمع غير مهتم بهذا الفن.

برغم التحديات التي واجهها، يطمح القحوم للاستمرار المتميز في إنتاج مقطوعات موسيقية جديدة تقدم صورة جميلة عن اليمن، ويطمح أيضًا إلى أن يكون مشروعه في المستقبل عن الفن العربي، وليس الفن اليمني فقط.

 

نقلا عن موقع “المشاهد”