سكينة محمد*
لأننا غُربنا من صوت أرواحنا ولحن أيامنا جميعها، فكان المنقذ يوم، ننتشي فيه بأصوات ألفناها، قِيل في حُبنا وفراقنا وأشواقنا قصائد ولحنت على مواجعنا العادية ، وفي فواجعنا أيضا ، خُبيت كل ذكرياتنا وأشخاصنا وأيامنا في جيوب هذه الأغنيات، وأصبح للأغنية يوم وعيد، ويا أجله أعياد.
سُرقت هذه الأغنيات تنهيدات ما كانت لنا ولا على مقاس قلوبنا، فكتب المحضار وغناها نجمنا الخالد “شـلـنـا يـابو جنـاحـيـن إلى عند المحب حتى في الشهر ليلة” ومن شدة حزني شفق السحاب لحالي وأجاب بالصوت ذاته “قال السحاب في اسى من أمس ما شفتوش شل النجوم واختفى وجه السماء موحوش” ولأنني اليمني الشادي الذي يحفظ كف جباله وواديه ويرى خضرة القلوب في الساقيه “شفنا كما الطير ليهو دوب شادي ويعيش فوق الشجر”، وفي اغانينا كما بساطة أيامنا نحب في الليالي المليحات قال الحارثي” شَقيقُ القَمَر أَسفَر
بديجور فينانِه جمع خَدّه الأَزهَر مِن الزّهر أَلوانه”.
لذلك اغانينا نقلت خطوط حياتنا وبثت الحياة في الذكريات ووصفت الشعور كما يجب، أغانينا مليىة بالقُبل برائحة الأرض والسواحل وفي ساحل أبين” كم غاااارت الرملة من رنة القبلة” وبالقرب منه على بندر الشيخ عثمان عطروش “ناديت أبيـع الفل في الشيخ عثمان نادى عليْ أهيف من شبكْ روشان قــال لي قطفتْ الفل من أي بستان هــــدّيتْ له بالفـــل من غير أثمان”، وكبرنا نردد ونعاهد بأغاني أيوب ” حبنا ما تاه في الإثم ولا ضل حبنا حكم من الأقدار مرسل، حبنا قرآن قلبينا المرتل” وكم رقصت افراحنا على يا ورد يا كاذي، وكم أحببنا أبناء الناس على صوت مرشد ناجي، وتعزل آباءنا بأمهاتنا بقول الآنسي “ممشوق القوام أفدى بروحى قوامِه”، والحب كان دائما طعه قُبل كما اراد عبدالباسط، وهنا الأغنية هي الحاوية قصصنا الجميلة ولحظات لا تنسى ليكون عيد كما سيرة الأعياد المليئة بالحب دون غيره، يرتدي أبهى حلة، ويردد آنستنا يا عيد.
#يوم_الأغنية_اليمنية