تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » روبرت فيكي يرسم الأرستقراطية الاستعمارية في لوحة

روبرت فيكي يرسم الأرستقراطية الاستعمارية في لوحة

 

روبرت فيكي (1705 – 1752) رسام بورتريه أمريكي، ولد في، لونغ آيلاند، نيويورك. ورغم أنه لا يعرف الكثير عن أعماله التي فقد معظمها، فقد اتفق نقاد الفن على أنه اشتهر برصانة ما يقدم من صور وبورتريهات فنية امتازت بالقوة والغنى اللوني، كما كان له تأثير كبير في فناني الفترة الاستعمارية في الولايات المتحدة وبريطانيا.

رسم روبرت فيكي التجار والملاك والإقطاعيين بين عامي 1741 و1750. وقد تأثر بالرسام البريطاني جون ولاستون (1710 – 1775)، وفي ذات الفترة كان يتنقل بين بوسطن ونيوبورت ورود آيلاند وفيلادلفيا، وآخر سجل لنشاطه الفني هو 26 أغسطس 1751.

ويعد روبرت فيكي أول فنان كبير مولود في المستعمرات البريطانية في أمريكا الشمالية، حيث اشتهر برسوماته المثيرة للإعجاب. وقد استعار من تقاليد فن البورتريه الباروكي الذي انتشر في أوروبا في القرن السابع عشر بأكمله وبدايات القرن الثامن عشر، فحرص على تقديم لوحات بمؤثرات بصرية غاية في الدهشة، كانت هذه اللوحات على جانب من التكلف والتصنع، بما فيها من مبالغة في الزينة والتجمل، غير أنها تتميز بالبصيرة والذكاء، خاصة أنها -أي صوره- كانت في مجملها تستحضر المستعمرين الإنجليز الذين يرتدون ملابس النبلاء ويظهرون في مستوى عالٍ من الثراء.

وفقاً لمؤرخ الفن ريتشارد سوندرز: «كان تأثير روبرت فيكي في تطور الرسم الاستعماري كبيراً، وقد وضعت صوره معياراً جديداً يتم من خلاله الحكم على أعمال الجيل القادم من الفنانين الاستعماريين الطموحين». بقي من أعمال فيكي التي قدرت بنحو 60 لوحة فنية، فقط اثنتا عشرة منها موقعة ومؤرّخة.

ومن الأعمال التي حظيت بشهرة كبيرة لروبرت فيكي، واحدة بعنوان (إسحاق رويال وعائلته) ورسمها في (1741)، وهي صورة جماعية تستعير تكوينها من مجموعة «برمودا» لجون سميبرت في (1729)، وجون سميبرت امتد تأثيره الفني في المستعمرات الأمريكية إلى ما هو أبعد من ذلك، ويمكن القول بأنه كان أهم رسام في الفترة الاستعمارية. وهو أحد المؤثرين في جيل جديد من الفنانين بينهم خاصة روبرت فيكي.

روبرت فيكي يرسم الأرستقراطية الاستعمارية في لوحة

*تفاصيل

هذه صورة لإسحاق رويال الابن (1719 – 1781) وزوجته، وتصوره مع ثلاث نساء وطفلة صغيرة، النساء من اليسار إلى اليمين هن: بينيلوبي رويال فاسال (شقيقة رويال)، ماي بالمر (شقيقته بالتبني)، وابنته إليزابيث، ثم زوجته (واسمها إليزابيث ماكنتوش).. وتظهر في الرسم (مرتدية اللون الأزرق)، يقف إسحاق رويال في اللوحة، بينما تظهر النساء والطفلة في وضعية الجلوس بجانبه، وجميع من في الصورة يرتدي زياً رسمياً وعصرياً اعتادت طبقة النبلاء أن ترتديه، حيث تظهر النساء في عباءات ثمينة ذات رقبة منخفضة وأكمام مجعدة، بينما يظهر الثري إسحق في معطف طويل وربطة عنق بيضاء مجعدة أيضاً.

من المهم، الإشارة هنا، إلى النخب الاستعمارية التي كانت تحرص على الظهور في هيئة من العظمة والمنزلة الرفيعة، كما هو حال عائلة إسحق رويال التي وجّهت الرسام روبرت فيكي لكي يُظهر ما أمكنه من الملابس ومستلزمات الثراء، وأنجز روبرت فيكي هذه اللوحة حين كان إسحاق رويال جونيور في سن 22، وبعد مرور عامين فقط من وراثته لممتلكات والده، التي تضمنت قصر العائلة خارج بوسطن، ومزرعة للسكر في أنتيغوا، وثمانية عشر أمريكياً يعملون في مزارع العائلة، ما ساعده على أن يصبح أحد أغنى الرجال في مستعمرة

ماساتشوستس. تزوج إسحق من إليزابيث ماكنتوش وعمرها خمسة عشر عاماً في عام 1738، وهناك ابنتهما إليزابيث وتبلغ من العمر ثمانية أشهر فقط، وتظهر وفي يدها عصا تسنين من المرجان بمقبض ذهبي وعاجي (وكان يعتقد أن المرجان يصد الأرواح الشريرة). كما تظهر في الصورة بينيلوبي رويال فاسال، أخت إسحاق التي تزوجت من مزارع جامايكي، وتم رسم إصبع ماري بالمر وهي تشير إلى بينيلوبي رويال، واعتبر هذا العمل من المقتنيات الفنية الكبرى التي كان الهدف منها إظهار براعة وخفة يد روبرت فيكي في الرسم، وتأكيد المكانة الكبيرة لهذه العائلة بين النخبة الاستعمارية. كما أظهر الرسم قدرة فيكي على إبراز مظهر العائلة، كما ينبغي لطبقة ثرية أن تكون بملابسها الحريرية الفاخرة التي تشير إلى ثروة العائلة التي لا تقدر بثمن في ذلك الوقت.