تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » زكي اليافعي: التشكيليون العرب يمتلكون الموهبة لكن فنهم ليس في المكانة اللائقة

زكي اليافعي: التشكيليون العرب يمتلكون الموهبة لكن فنهم ليس في المكانة اللائقة

زكي اليافعي: التشكيليون العرب يمتلكون الموهبة لكن فنهم ليس في المكانة اللائقة

 

قال الفنان التشكيلي اليمني زكي اليافعي، إن الفنون التشكيلية ليست في المكانة التي تستحقها في بلدان العالم العربي، مشيرا إلى أن مستقبل الحركة التشكيلية العربية مرهون بارتفاع وتطور ثقافة التلقي.
وأكد اليافعي، أن تطوّر الفنون التشكيلية عربيا، يرتبط بارتفاع قيمة الفن لدى الجمهور العربي، الأمر الذي سيحفّز الفنان على توظيف كل قدراته لتطوير مهاراته والارتقاء بأعماله الفنية لتكون في مستوى ثقافة الجمهور، خاصة إذا كان هذا الجمهور قادراً على ممارسة النقد عن دراية واطلاع وثقافة.
وشدّد على أن التشكيليين العرب يمتلكون الخامة والموهبة، لكن هناك غيابا للجانب الأكاديمي لدى البعض، معتبرا أن المهم هو مدى المكانة التي تتمتّع بها اللوحة في ترتيب مقتنيات الإنسان بالوطن العربي.

المجتمعات الفقيرة

وأضاف أن الناس في المجتمعات الفقيرة مشغولة بأساسيات العيش، وأن المقتدرين لا تجد لديهم ميلاً إلى الفنون البصرية، وإن كان هناك ميل لديهم فإنهم «يستخسرون السعر» حتى وإن كان العمل الفني يرتقي إلى العالمية.
و تساءل اليافعي «هل نسمع عن مزادات فنيّة في الدول العربية؟» وأجاب قائلاً: «بالطبع لا»، موضحاً أن مثل تلك المزادات تؤثر بشكل أو بآخر على النتاج الإبداعي للفنان التشكيلي العربي.
وحول وجود فنانين عالميين عرب، قال اليافعي «العرب لديهم فنانون عالميون، ولكنهم بعيدون عن العالمية بفعل الوسط المحيط بهم».
وأضاف أن قلة قليلة من التشكيليين العرب تعيش من نتاج ممارستها للفن، وأن من يمتلك فنون التسويق هو الذي يستطيع الكسب وبيع أعماله حتى وإن كانت ليست بقوة أعمال الآخرين ممن لا يمتلكون القدرة على التسويق.
وحول رؤيته لمكانة المرأة في المشهد التشكيلي العربي، قال اليافعي إن الفنانات التشكيليات العربيات تستطيع أن تكون حاضرة، وأن تكون ندّاً للرجل، ولكن البيئة والعادات والتقاليد ومسؤولياتها المنزلية هي أمور تحول دون أن يحتل هذا «الكائن الرقيق الجميل» المكانة اللائقة به في أغلب المجتمعات العربية.
وتابع أنه «في مجالي التمثيل والغناء بوطنه اليمن، من تظهر على الشاشات صاحبة المكانة الاجتماعية وليست الأكثر موهبة»، لكنه أردف قائلا: «في مقابل ذلك فإن هناك نساء يمنيات استطعن كسر القيود وصرن من المشاهير، ومثّلن المرأة والوطن أفضل وأرقى تمثيل».
وضرب اليافعي مثالاً على ذلك بالدكتورة آمنة النصيري التي دخلت التحدي وجعلت الأهل واليمن كلها تفخر بها كفنانة وإنسانة.
وحول مسيرته وتجربته الفنية، قال إنه منذ أن استطاع الإمساك بالقلم وهو شغوف برسم المشاهد التي تختزنها ذاكرته بما يتناسب بكل مرحلة عمرية مرّ بها، وأنه ظل يمارس هذا الشغف حتى كبر وذلك بتشجيع من المجتمع المحيط به مثل البيت والمدرسة، وكان يحقق نشوة إشباع رغباتهم بشيء من الدهشة.
وبيّن اليافعي أنه بعد ذلك تأثر بالموروث والبيئة اليمنية الغنية المحيطة به، وراح يرسم الواقعية ويُعبّر عنها ويعشق تفاصيلها ورسائلها الواضحة الجليّة خاصة أنه يميل للوضوح ولا يجيد الإيحاء أو الرسائل المُبطّنة.
وأشار إلى أنه عمل على الاطلاع على تاريخ الفنون، وتغذية ذاكرته البصرية بمشاهدة أعمال لكبار الفنانين العالميين، وعشق أساليب بعضهم وتكوّنت لديه الجرأة والخبرة وبدأ يرسم بالأسلوب التأثيري، بعد أن عرف أسرار اللون وخبايا الظل وبهاء الضوء.
ووصف اليافعي علاقته باللوحة والفرشاة والألوان، بأنها «علاقة محبة وشغف يصل لحد الهوس»، وأنه ينتظر اللقاء بلوحته بلهفة وينسى العالم وهو أمامها وكأنه يجلس إلى من يحب، وأنه حين يرسم يشعر بالجمال، ويشعر من حوله بجمال حضوره كإنسان.

أسباب نجاح

وأضاف أنه يحرص على اختيار موضوع لوحاته بدقة وعناية، مشيرا إلى أن ذلك من أول أسباب نجاح العمل الفني، خاصة حين يحمل هذا العمل رسائل جمالية وإنسانية ووطنية.
وحول موضوعات لوحاته الفنية، قال إن أعماله تنطلق من حبه للأشياء القديمة العتيقة، وعشقه للشعر الكلاسيكي وللموروث الثقافي والحضاري الإنساني ولتراث وحضارة وطنه اليمن بوجه خاص.
وأوضح أنه يختار للوحاته موضوعات تكون بمثابة رسالة للعالم عن وطنه الذي يعج بالتراث بداية من الأزياء ومروراً بالعمارة والأهازيج الشعبية، إضافة إلى حضور المرأة التي يرسمها في لوحاته من منظور حضورها الرائع في الحياة، دون أن يحصر تناوله الفني لها في خانة الأنثى كـ «النظرة الشرقية التي تُقلّل من مكانة هذا الكائن الناعم الذي يصنع أمجاد الرجال».

يُذكر أن زكي اليافعي، فنان تشكيلي يمني، شارك في عشرات المعارض والملتقيات التشكيلية العربية في وطنه اليمن، وفي عدد من البلدان مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، وإسبانيا، إضافة إلى معارضه الشخصية.
ونال ا جوائز عديدة على المستويين المحلي والدولي، وله مقتنيات فنية في عدد من بلدان العالم، وفي القصور الملكية العربية، كما مثّل وطنه اليمن في عدد من المعارض والفعاليات الفنية الدولية.

المصدر/ د ب أ