خاص/
قال الباحث الفرنسي “جان لامبرت” المتخصص في العلوم الاجتماعية والتراث الموسيقي اليمني أن الفن الموسيقي اليمني “مهدد” بالاندثار، رغم كونه “ذاكرة تاريخية”.
وأكد لامبرت أن الأسطوانات صارت نادرة، وصارت تجارة مثل تجارة الآثار، والكثير منها خرج من اليمن، وصارت في مجموعات خاصة أكثرها في أوروبا وأمريكا، ويجب علينا مع زملاء يمنيين أن نجمع المعلومات والتوثيق والتسجيلات لننجيها من الاندثار.
جاء ذلك في الندوة الدولية التي استضافتها اكاديمية المملكة المغربية والتي حملت عنون “اليمن.. الحضارة والتاريخ” التي عقدت يومي الأربعاء والخميس بتعاون مع سفارة الجمهورية اليمنية في الرباط.
وفي محاضرة له، عرف لامبرت بالتسجيلات الموسيقية التجارية الأولى في عدن، بين سنوات 1935 و1960، والتي أكد بأنها أول توثيق للموسيقى والأغنية اليمنية، وهي تسجيلات تمت في عدن التي كانت مدينة كبيرة للتجارة والثقافة والاقتصاد وكان فيها اختلاط مع الاحتلال البريطاني.
وأشار إلى أن تلك التسجيلات يستوحي منها الفنانون إلى اليوم موسيقيا؛ وهي “ذاكرة موسيقية لليمن بالدرجة الأولى”، وأولى الشركات التي سجلتها “أوديون” الأجنبية، وهي ألمانية وإنجليزية معروفة عالميا، ثم بعد رحيلها فتحت الباب لشركات تسجيل محلية من قبيل: “شركة التاج العدني” و”شركة جعفرفون”، و”شركة كايافون”.
ولفت الباحث الفرنسي إلى مشروع انطلق قبل أربع سنوات، قام فيه مع باحثين يمنيين “بتوثيق الموجود من القطع الموسيقية في قاعدة بيانات، توثق بمطلع الأغنية، والفنان، وشركة الإنتاج، والمصدر، والمالك (…) وهي قاعدة بيانات قابلة للبحث”.
وأوضح بقوله “المشروع كبير ولم يكتمل بعد لإنشاء موقع خاص بهذا التراث الثمين؛ ونحاول أن يتعاون معنا عبر الإنترنت كل الهواة اليمنيين والعرب والغربيين، للمشاركة في توثيق التراث، خاصة بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن حاليا، ونحاول جعل التكنولوجيا في خدمة التراث”.