تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » المجد للهبوب الرسام

المجد للهبوب الرسام

الفنان محمد الهبوب

 

كتب/ أحمد السلامي
يعيش التشكيلي اليمني (الفنان محمد الهبوب) Alhaboob Art هذه الفترة مرحلة تجليات في الرسم، وينجز أعمالًا تبرز وعيه ومنظوره للمكان ورموزه في بلد (المهد).

الهبوب فنان مخضرم، فهو من جيل حفر في الصخر وأسس مع زملاء له وأساتذة الحضور الجاد للفن التشكيلي في اليمن. وفي أعماله الجديدة كأنه يقرأ ما جرى ويجري في بلده، ويعمل على تفكيكه والتأمل فيه وتحليله بلغة الرسم.
هنا لوحتان تقولان الكثير وتكشفان عن رؤية فنان مفكر يعرف بحدسه كيف وإلى أين يذهب بمخيلته عندما يرسم.
تذكرت وأنا أشاهد لوحاته الجديدة بيت شعر للصديق الشاعر أحمد الزراعي يقول فيه:
وطنٌ تسحق العصافير فيه
وتُسوّى أعشاشها بالجنابي

الفنان محمد الهبوب

يتأمل الهبوب تشظي الواقع في بلده ويحاول ترميمه بالرسم، أو تصوير اللحظة الراهنة على أرضية من الشظايا، لتخبرنا لوحاته عبر المزج بين رؤية كاريكاتورية وأخرى تشكيلية احترافية بما يراه الفنان من بعيد، ولعل رؤيته من هناك تكون أكثر وضوحًا. لأن القريب من الوقائع ومن معايشة الأحداث قد لا يرى بمثل هذا الوضوح وقد لا يجد فيها ما يوحي أو يحفز على الرسم.
وبانتقاء لون بعينه (لون الرمل الذهبي) يوحي الفنان بحالة من التناغم في أعماله الجديدة، ويجمعها أيضًا ذلك الخيط من التأمل والسعي للفهم والترميز الواعي.

ومن المهم القول في هذا السياق أن الأعمال التشكيلية لا تحتمل الشرح والتفسير الأحادي. وهنا يكمن جمال الفن الذي لا يستسلم للتأويل، وإن كان كل عمل فني يخبرك في أول انطباع بأسراره الظاهرة والمتاحة والمباشرة، ثم يأخذ بيدك إلى عمق آخر وإلى مستوى يحررك من الرؤية السطحية والأحادية إلى تعدد الأبعاد المفهومية للعمل الواحد.