تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أبرزهم المليجي ومداح… نجوم فارقوا الحياة على الهواء

أبرزهم المليجي ومداح… نجوم فارقوا الحياة على الهواء

أبرزهم المليجي ومداح... نجوم فارقوا الحياة على الهواء

 

تحمل ذاكرة الوسط الفني كثيراً من القصص لنجوم رحلوا أثناء التصوير، لتنتهي حياتهم حيث يعشقون.

كانت الدراما سيدة الموقف في كثير من حالات الوفاة الخاصة ببعض نجوم الوسط الفني، وزادت الأحزان في بعض الوقت عندما توفي نجوم أثناء تصوير أعمالهم وأمام زملائهم بصورة تصنع من كل حكاية عملاً درامياً تراجيدياً في الحياة وعلى الشاشة.

الفنان المصري طارق عبدالعزيز واحد من الممثلين أصحاب المواهب المميزة وكانت وفاته منذ أشهر وبالتحديد خلال ديسمبر (كانون الأول) 2023 من الأحداث الحزينة، وبخاصة أنه كان مشغولاً بتصوير مسلسل بعنوان “وبقينا اتنين” ويلعب بطولته رفقة شريف منير وعدد من الأبطال ومن إخراج طارق رفعت.

كانت الأمور تسير على ما يرام حتى بدأ عبدالعزيز في تصوير مشهد بغرفة الطعام يجمعه بشريف وفجأة توقف عن الكلام ليصاب زملاؤه بالذعر الشديد، وظن المخرج أنه توقف عن الكلام وطلب إعادة المشهد، لكنه لحظتها كان أصيب بأزمة قلبية مفاجئة وحاول زملاؤه إنقاذه ونقلوه إلى أقرب مستشفى، لكنه كان فارق الحياة.

ذاكرة الوسط الفني تحمل كثيراً من هذه القصص المصاحبة لنجوم رحلوا أثناء التصوير، ومنهم صلاح قابيل ومحمود المليجي ومصطفى متولي وطلال مداح والضيف أحمد وصلاح ذو الفقار وغيرهم.

تابوت حقيقي

الفنان الكوميدي الضيف أحمد كان أحد نجوم فرقة “ثلاثي أضواء المسرح” مع سمير غانم وجورج سيدهم، وحملت وفاته عام 1970 طابعاً درامياً ومفاجئاً في الوقت نفسه، فأثناء إجرائه بروفات مسرحية تحمل عنوان “الرجل اللي جوز مراته” كان المشهد يقتضي أن يضعه حانوتي في نعش من أجل الحصول على مبلغ التأمين على حياته، ونام الضيف أحمد في النعش بالفعل وعندما حان وقت خروجه لم يخرج وتوقع زملاؤه أنه يمزح كعادته، ففتحوا النعش ليجدوه مُتوفى منذ دقائق وتحديداً مع بداية البروفة.

وكان لرحيل الفنان محمود المليجي عن عالمنا قصة مؤثرة، إذ كان يصور أحداث فيلم “أيوب” مع الفنان عمر الشريف والمخرج هاني لاشين، وكان يفترض أن يموت أثناء أحد المشاهد وحضر بالفعل مع المخرج لكيفية موت الشخصية التي يلعبها وكان يتدرب عليها.

وعام 1983 وأثناء التصوير كان الحوار يجمعه بعمر الشريف ومفترض أنه سيموت في المشهد حسب الأحداث بعد جملة حوارية تقول “الحياة دي غريبة، الواحد ينام ويصحى وينام”، وفجأة استغرق المليجي في النوم وهو يتحدث وظن المخرج أنه ينفذ باقي المشهد ولكن ثباته الشديد واستغراقه في النوم كان سبباً في إعجاب المصورين والممثلين، وعندما صفقوا له على دقة تجسيد المشهد وجدوه متوفى.

أما نصري شمس الدين وهو أحد عمالقة المسرح الغنائي في لبنان فكان عشقه للمسرح كبيراً وتفانى في عطائه الفني له، وأمضى آخر لحظات حياته على خشبته، ووافته المنية على المسرح عام 1983.

ووسط صدمة أصابت كل الحضور والفنانين على خشبة المسرح سقط الفنان المصري إبراهيم عبدالرازق عندما كان يؤدي دوره في مسرحية “كعبلون” أمام الفنان الراحل سعيد صالح 1987، وأصيب الجميع بحال من الهلع وتوقفت المسرحية للتعامل مع تلك الفاجعة.

ليالي الحلمية

وخلال الثالث من ديسمبر (كانون الأول) عام 1992 توفي الفنان صلاح قابيل في موقع التصوير الخاص بمسلسل “ليالي الحلمية”، وكان يصور الجزء الرابع لشخصية المعلم علام السماحي وأثناء التصوير توقف قلبه بصورة مفاجئة ولم يفهم الفريق ما يحدث، ولكنها كانت اللحظات الأخيرة في حياته داخل المشهد.

أصيب الجميع بالاندهاش والحزن واضطر مؤلف المسلسل أسامة أنور عكاشة أن ينهي دور قابيل من الأحداث عقب وفاته، مما أثر بشدة في الجمهور الذي حزن على الراحل إضافة لتأثر سير الأحداث بحذف باقي دور مهم لبطل أساس.

الأمر نفسه تكرر مع الفنان عبدالله غيث الذي كان يصور مسلسل من أهم مسلسلات الدراما العربية وهو “ذئاب الجبل” عام 1993 مع أحمد عبدالعزيز وسماح أنور وصلاح عبدالله وأحمد ماهر ووفاء مكي وإنعام سالوسة، وكان يؤدي شخصية شديدة الدهاء والمكر وهي التي تحرك أحداث ومجريات العمل.

فجأة وخلال أحد المشاهد توقف عن الكلام نهائياً لدرجة أثارت تعجب المخرج مجدي أبو عميرة وعندما اقترب منه وجده فارق الحياة، مما شكل صدمة لم يستطع فريق العمل استيعابها، ونظراً إلى تجسيد الفنان الراحل أكثر من 80 في المئة من أحداث المسلسل لم يكن التصرف سهلاً في المشاهد المتبقية من دور عبدالله غيث، ولم يكن هناك احتمال لتبديل الشخصية أو حذفها أو حتى الاستعانة بممثل آخر لأن ذلك سيعني إعادة تصوير المسلسل بالكامل من البداية، ولذلك وُضع اسمه في سياق الحوار من دون ظهور شخصيته، واستعان الفريق بدوبلير ليظهر من الخلف في بعض المشاهد الأخرى، لكن الجمهور أدرك الأزمة وتقبل المشاهد التي غاب فيها البطل، وتوفي غيث عن عمر ناهز 63 عاماً.

وعام 1993 وأثناء تصوير أحد مشاهد فيلم “الإرهابي” مع عادل إمام وشيرين وماجدة زكي وحنان شوقي توفي الفنان صلاح ذو الفقار إثر أزمة قلبية عن عمر يناهز الـ67 سنة، وحدثت الوفاة أثناء تصويره المشهد الأخير له في الفيلم.

أما المطرب طلال مداح فبعد أن أكمل الـ60 سنة بخمسة أيام فحسب وافته المنية خلال الـ11 من أغسطس (آب) عام 2000 على الهواء مباشرة أثناء أدائه إحدى وصلاته الغنائية (أغنية مقادير)، على مسرح “المفتاحة” داخل مدينة أبها السعودية أمام أكثر من 3 آلاف شخص، ونقل جثمانه بالطائرة من أبها إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وكان في استقبال الجثمان عند الطائرة أبناؤه وأقاربه وعدد من أصدقائه وأحبائه.

“بودي جارد”

وعام 2000 رحل أثناء عرض مسرحية “بودي جارد” الفنان مصطفى متولي الذي كان أحد أبطالها الأساسيين إلى جوار عادل إمام ومحمود الجندي ورغدة وسعيد عبدالغني.

وعلى المسرح أيضاً وأثناء بروفة أحد الأعمال خطف الموت الفنان غريب محمود الذي كان يحضر لمسرحية بعنوان “حمام مغربي”، فسقط أثناء التدريب بعد أن داهمته أزمة قلبية خفيفة لكنه قام وأكمل التدريبات، وما لبث أن سقط مرة ثانية جثة هامدة، وتمكن الموت منه عام 2006.

وتوفى مخرج الفوازير الشهير فهمي عبدالحميد عن عمر ناهز الـ51 سنة أثناء وجوده في موقع تصوير فوازير “ألف ليلة وليلة”، التي كان يقوم ببطولتها الفنان مدحت صالح.