يحمل شهادتي دبلوم وبكالوريوس صيدلة، وشهادة دبلوم إدارة أعمال، وله حضور رياضي في مضمار كرة القدم، غير أن هذه التخصصات والهويات لم تحُل بين الشاب اليمني الأمريكي حسام مصلح علاية، وفضاء الإبداع الفني والتألق في سماء الأغنية اليمنية، ذات النسق التراثي، ليسجل إسهاماً ثقافياً متميزاً في ربط الجيل الحديث من أبناء المغتربين في أمريكا وأوروبا بالهوية الفنية الغنائية بوطنهم الأم.
تتلمذ الشاب حسام علاية (30 سنة)- حسب قوله- على يد الفنانين المبدعين طاهر الصلاحي، الذي كان عازفاً بديعاً على العود، وكان يعتبر من تلاميذ علي عبدالله السمة، وفارس السفياني، الذي كان هو الآخر فناناً وتربوياً أصيلاً، وأحد المتأثرين بالرعيل الأول من كبار الفن الغنائي من مُجيدي تلحين وغناء الشعر الحميني والشعبي والفصيح، وتبعاً لذلك، فقد خرج الفنان حسام علاية من تلك البيئة الفنية، وصولاً إلى تأثره بجيل الألفية، وتحديد مسار فني مستقل سيكون له مستقبل متميز في فضاء التجديد الغنائي.
البدايات
حول البدايات الأولى، له في مسار الغناء، قال حسام علاية: “بدأت غنائياً من مسرحية مدرسية، وأنا في الصف السابع بمدارس اليمن الحديثة، وكانت المسرحية من إخراج أستاذي الراحل، رحمة الله تغشاه، مختار البخيتي، كان من أبناء حارتي وكان لاعب كنغو فو “كارتية”، حصل على الحزام الأسود، على مستوى أمانة العاصمة صنعاء، وكان خريج شريعة وقانون، ورجلاً تربوياً من الطراز الرفيع، وكانت المسرحية عبارة مساجلة شعرية غنائية بين طالبين يمثل أحدهما القات، والآخر يمثل المداعة، وتم أداؤها بطريقة غنائية، وكنت أنا من يعزف على العود، ومن تلك اللحظة بدأت أتطلع نحو ترويض الأوتار وجعلها تتكلم بالألحان، وبدأت أنشدُّ إلى عمالقة الفن اليمني الأصيل، كفيصل علوي وأيوب طارش، وعلي بن علي الآنسي، وعلي السمة، وأحمد السنيدار، وأحمد الحبيشي، وغيرهم. وبدأت أتعلق بأغانيهم، وكان هؤلاء الفنانون سبب حبي للعود، وأهم العوامل التي دفعتني إلى الغناء.
وفي مسار الغناء الشعبي برز الفنان حسام علاية مُجيداً لتقليد أغاني الفنان علي صالح اليافعي، ذات البعد السجالي، الذي شكَّل شاعر اليمن الكبير ثابت بن عوض اليهري، أحد محاورها السجالية، كما تأثر علاية بالتيار الشبابي الحداثي الذين برزوا خلال العقدين الماضيين، أمثال حسين محب، ويوسف البدجي، وحمود السمة، حسب قوله.
وحول الربط بين هوايته الفنية واهتماماته الرياضية يقول حسام: “لا زلت متمسكاً ومحافظاً على لياقتي البدنية، فرغم انشغالي بعوالم الفن الغنائي والموسيقى إلا أنني أستغل لحظات فراغي وأمارس رياضة كرة القدم، وغيرها من الألعاب البدنية الأخرى.
أعمال خاصة
لم تقتصر أعمال الفنان حسام علاية على التقليد وتكرار الأغاني، رغم تجديده الواضح في التراث، صوتاً وعزفاً، فقد أنجز أعمالاً خاصة وجديدة في الحفلات الفنية في مهجره الأمريكي، وكذلك في الأعراس التي يقيمها أبناء الجالية، ولعل من أشهر أعماله الغنائية الخاصة التي ذكرها في حديثه لـ”اليمنية”: (فرصة وضاعت، انتهيت، خايف، عديم إحساس، عنيد حالي، يا طير مهما طرت، أنت الأمل).
الغناء اليمني في المهجر
ويرى الفنان حسام علاية أن من الإشكاليات والتحديات التي تواجه الأغنية اليمنية في المهجر، قلة توفر الموسيقيين والإيقاعيين، مضيفاً: “ولكن مع ذلك نكافح أنا وزملائي ونسعى للحفاظ على تراثنا الغنائي، لتكريسه كهوية فنية يمنية بين أبناء الجالية، خصوصاً ونحن نلمس تفاعلاً كبيراً، إلى درجة أن البعض ممن لا يجيدون اللغة العربية، يتفاعل ويتطلع لفهم معاني الكلمات، ويحاول تعلم الرقص اليمني بمختلف ألوانه.
وحول الحفلات والمهرجانات الفنية التي كان له حضور فيها، في المهجر الأمريكي، قال حسام علاية: “لديَّ الكثير من المساهمات في إحياء مهرجانات فنية لجاليات ومنظمات وجمعيات يمنية وعربية مختلفة، إذ لم يقتصر عملي الفني الغنائي على الجالية اليمنية والأعراس، بل هناك حفلات مفتوحة على المجتمع العربي الأمريكي، حيث شاركت في حفلة بعنوان “التنوع الثقافي والفني للمجتمع الأمريكي”، وقد غطتها وسائل الإعلام الأمريكية، ولعل من أهم تلك الوسائل الإعلامية، صحيفة “نيويورك تايمز” الشهيرة.
———————
المصدر: مجلة اليمنية، الصادرة عن الخطوط الجوية اليمنية.