تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » 66 عامًا من الإبداع.. سيدة تركية تحول منزلها لمتحف لوحات مطرزة

66 عامًا من الإبداع.. سيدة تركية تحول منزلها لمتحف لوحات مطرزة

66 عامًا من الإبداع.. سيدة تركية تحول منزلها لمتحف لوحات مطرزة

 

كرّست التركية وصفية تايات حياتها لفن اللوحات المطرزة الذي أحبّته منذ الطفولة، واستمرت في ممارسته لمدة 66 عامًا، لتتحول أعمالها إلى مصدر دخل لعائلتها، قبل أن تقرر تحويل منزلها، في ولاية صقاريا التركية (شمال غرب)، إلى متحف يعرض إبداعاتها الفنية.

ولدت تايات عام 1949 في قضاء أقيازي بولاية صقاريا، ورغم رغبتها في الالتحاق بدورات الخياطة والتطريز التي كانت تُقام في المنازل خلال خمسينيات القرن الماضي، إلا أنها لم تحصل على الإذن بذلك، ما دفعها لتعلم هذا الفن بنفسها.

بدأت تايات بتزيين منزلها، ثم عملت على حياكة الملابس والمفارش لعائلتها بعد زواجها، قبل أن تتعاون عام 1994 مع إحدى شركات إنتاج الخيوط، مما ساعدها على تطوير مهاراتها وعرض أعمالها في المعارض.

وفي عام 2022، حصلت على “بطاقة التعريف الفني” التي تمنحها وزارة الثقافة والسياحة التركية للفنانين الذين يمارسون الفنون التقليدية المهددة بالاندثار. كما قامت بتحويل منزلها في قضاء “سرديوان”، إلى متحف يحمل اسم “علي سما وهبي أونَر للثقافة والفنون”، حيث تعرض فيه لوحاتها المطرزة ومفارشها وأعمال الدانتيل، التي تزين طابقين من المبنى.

– نقطة تحول
وقالت تايات، وهي أم لثلاثة أبناء وجدة لطفلين، إنها أمضت حياتها في إنتاج الأعمال اليدوية، مما ساهم في دعم أسرتها ماليًا، كما أن أعمالها تم نشرها في العديد من المجلّات والدوريات.

وعن نقطة التحول في مسيرتها، قالت تايات إنها بدأت مع إرسالها رسالة إلى إحدى شركات الخيوط قبل 31 عامًا، ما دفع مسؤولي تلك الشركة لزيارتها في منزلها والاتفاق معها على تنفيذ أعمال خاصة بهم.

وتضيف: “عملت على تصميم الملابس، والمفارش، والستائر، لدرجة أن بعض الفنانين الكبار طلبوا مني تنفيذ ستائر خاصة لمنازلهم الفاخرة، وتم تزيينها بأعمالي اليدوية”.

– عمل بلا كلل
وأشارت تايات إلى أنها بدأت في تعلم الحياكة عندما كانت في العاشرة من عمرها، وقتئذ قامت بإعداد جهاز زفافها بنفسها، إلى جانب المساعدة في تجهيز شقيقاتها.

وأضافت: “كنت أعمل كثيرًا وأنام قليلًا، وما زلت أواصل الإنتاج بنفس الحماس”.

وأوضحت تايات أنها تقوم باستخراج التصاميم من الكتب والرسوم القديمة، حيث تعيد رسمها على ورق شبكي قبل تنفيذها بالغرز والخيوط الملونة، كما فعلت عند إنتاجها لوحة تمثل أحد المنازل التقليدية في المنطقة.

وتختم تايات حديثها قائلة: “أحفادي يشاركونني الشغف ذاته، حفيدتي كانت في السابعة من عمرها حين سألتني أين تعلمت كل هذه الفنون. أنا مصممة على مواصلة العمل، فهناك الكثير من المشاريع التي يجب إنجازها. أريد نقل هذا الفن إلى الأجيال القادمة”.