افتتح في المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، مساء الاثنين، المعرض التشكيلي الشخصي الأول للفنانة والأكاديمية الدكتورة حياة مقبول، تحت عنوان”فواتير الأحلام”.
وفي مستهل الحفل، ألقى الأستاذ نبيل سبيع، نائب مدير المركز الثقافي اليمني في القاهرة، كلمة رحّب فيها بالحضور، وفي مقدمتهم الدكتور هادي الصبّان، الملحق الثقافي في سفارة الجمهورية اليمنية بالقاهرة، والأستاذ عمر بابطين، رئيس الجالية اليمنية.
وأكد سبيع، أن المعرض يجسد قصة من قصص الإبداع اليمني في المهجر، ويعكس شغف الفنانة حياة مقبول، بفن الرسم التشكيلي، الذي سخّرته لتوثيق الجمال اليمني بأبعاده التراثية والإنسانية.
وبعد قص شريط الافتتاح، اصطحبت الفنانة د. حياة مقبول الحضور في جولة فنية متنقلة بين لوحاتها، موضحة تفاصيل أعمالها التي حملت مضامين عميقة تعبّر عن تمسك الإنسان اليمني بأرضه وهويته، وعن عشقه لتراب وطنه رغم كل ما يواجهه من تحديات ومحن.
وجسد المعرض فلسفة، قبول، في الحياة والإبداع، وترجمت من خلال تبني فكرة “الفواتير المؤجلة”، الثمن الإنساني والزمني الذي يدفعه المبدع في سبيل تحقيق أحلامه.
كما حرصت في رسالة المعرض على إبراز حقيقة أن الأسعار الرمزية التي وُضعت للوحات لا تعبّر عن قيمتها المادية، بل عن ما بذلته من شغف ووقت ووجدان في إنجازها، في رسالة فنية تعتبر أن لكل حلم “كشف حساب” حتى وإن تأخر سداده.
وتنوّعت اللوحات في المعرض، بين مشاهد واقعية ورمزية تستحضر ملامح اليمن، من معمارها القديم وزخارفها الهندسية، وحضور الناس البسطاء بارواحهم قبل أجسادهم، ووثقت جانبا من ذاكرة المدن الساحلية والجبلية.
وبرعت مقبول، في دمج هذه العناصر في تكوينات فنية متقنة تتقاطع فيها الألوان الدافئة مع الحنين، مما أكسب الأعمال طابعًا فنيًا وإنسانيًا فريدًا.
وتجلّت في عدد من اللوحات لمسات المدرسة الجداريّة التي تخصّصت فيها الفنانة مقبول، خلال دراستها العليا، حيث اعتمدت التوازن بين التكوين التشكيلي والتعبير الرمزي، في أسلوب يمزج بين الواقعية والانطباعية المعاصرة.
ويُعد معرض “فواتير الأحلام” محطة فارقة في مسيرة الفنانة مقبول، إذ يسلط الضوء على تجربتها الطويلة بين التدريس والدراسة والعمل الفني، وعلى الأحلام التي ظلّت تنتظر أن يأتي موعد تحققها. ويستمر المعرض حتى ١٨ من ديسمبر الجاري، ليقدّم للجمهور رحلة فنية مفعمة بالشغف والحنين والأصالة لوطنهم الأم اليمن.
