لفتت لوحة غذاء حفل المركب” أنظار الكثير من الفنانين ومحبي الفنون التشكيلية، على مر العصور، فقد أظهر الفنان الفرنسي بيير أوجست رينوار، مشهد من المرح مع أصدقاءه مخلدًا سيرتهم بعمل فني واحد.. فما حكاية اللوحة؟
ما حكاية لوحة “غذاء حفل المركب” للفنان بيير أوجست رينوار؟
رسم الفنان بيير أوجست رينوار اللوحة ما بين عامي 1880 و1881، وتمثل اللوحة مشهد غذاء مع أصدقاء الفنان، بأسلوب الحركة الانطباعية التي كانت جديدة في ذلك الوقت، ومن خلال مشهد واحد كاشف الفنان في لوحته عن التغير الذي طرأ للمجتمع الفرنسي إبان الثورة الصناعية.
ووفقًا للموقع الرسمي لـ Phillips collection، فقد اقتنى اللوحة الفنان وجامع اللوحات، دنكان فيليبس، هذه اللوحة عام عام 1923، وبعد فترة وجيزة من تأكيد شرائه لوحة “غداء حفلة التجديف”، كتب “فيليبس” رسالة حماسية من باريس يكشف فيها لـ أمين صندوقه: “سيصبح متحف فيليبس مالكًا لإحدى أعظم اللوحات في العالم… وستُسهم هذه اللوحة في إثارة الاهتمام والدعم للمعرض أكثر من جميع مقتنياتنا الأخرى مجتمعة.. إنها تُحدث ضجة أينما حلت”، وقد ثبتت رؤية فيليبس الثاقبة، إذ هذه اللوحة بين أكثر اللوحات زيارة وأهمية في متحف فيليبس.
من هم شخصيات لوحة الفنان رينوار؟
رسم “رينوار” أصدقاءه المقربين في اللوحة وهم في المقدمة اليمنى، تدير صديقته أنجيل، رأسها نحو ماجيولو، الصحفي الواقف، فيما يجلس الرسام جوستاف كايبوت على كرسيه متكئًا على ظهره، محدقًا عبر الطاولة في ألين شارجو، زوجة رينوار المستقبلية، التي تُداعب كلبها الصغير، بينما يتكئ ألفونس فورنيز الابن، نجل صاحب المطعم، على درابزين الشرفة مُراقبًا المشهد.
وفي المنتصف، يجلس البارون راؤول باربييه، ضابط سلاح الفرسان السابق، مُديرًا ظهره للمشاهد، متحدثًا إلى المرأة المتكئة على مرفقيها على الدرابزين، والتي يُعتقد أنها ألفونسين فورنيز، ابنة صاحب المطعم، وعلى الجانب الآخر من الطاولة، تجلس الممثلة إيلين أندريه، وهي تشرب من كأس.
وخلفها، يتبادل تشارلز إفروسي، محرر مجلة “جازيت دي بو-آرت” ذو القبعة العالية، أطراف الحديث مع جول لافورج، الشاعر والناقد.
خلد “رينوار” أصدقاءه لدرجة أن الصورة “ليست مجرد حكاية بل عمل فني ضخم”، حسبما وصفها النقاد، فمع مرور الزمن، لا يهم أحد كثيرًا من هم هؤلاء الأشخاص، فكلهم يمثلون “الإنسان” في وقت ما.
“غداء حفل المركب” أشهر اللوحات الفرنسية في العصر الحديث
ولفت النقاد إلى أن لوحة الفنان “رينوار” عبارة عن عمل متقن التكوين، يجمع في لوحة واحدة تقاليد التكوين العريقة في رسم الشخصيات والطبيعة الصامتة والمناظر الطبيعية.
عندما عُرضت لأول مرة، وُصفت لوحة “غداء حفلة المركب” بأنها “واحدة من أشهر اللوحات الفرنسية في العصر الحديث”، وقد وُضعت بجانب لوحتي “الثلج في لوفيسين” و”ضفاف نهر السين” لألفريد سيسلي في متحف فيليبس منذ ديسمبر 1923.
