تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » جالاتيا ذات الأفلاك

جالاتيا ذات الأفلاك

 

سلفادور دالي

زيت على قماش 65x 54 سم _ رُسمت في عام 1952

تصور اللوحة حب سلفادور المطلق لزوجته جالا في فترة كان الازدهار النووي هوس العالم ودالي بالعلوم وتفكك الذرة المؤدي لإنتاج الطاقة النووية فنراه صوّر وجه جالا وصدرها مكونا من ذرات مجزأة معلقة في الفضاء كنواة الذرة، تتكاثر نحو المركز بوضع محوري ثلاثي الأبعاد ذو منظور مُذهل يظهر قدرات دالي الفنية المذهلة وتكويناته شديدة التفرد التي جعلته أشهر فنان سريالي حتى يومنا هذا.

تمثل جالا هنا الأنثى الاسطورية الأبدية المكونة من المادة الأولية للكون وتدور مثل الأفلاك السماوية، يمكننا أن نرى مهارات دالي التقنية في تكوينه المُعجز وبراعة التوزيع المكاني ونقاء الألوان، وحبه الأزلي لجالا معجزته النووية ومحور حياته الأبدي.

اسمها الحقيقي هو «هيلينا إيفانوفنا دياكونوفا/ Elena Ivanovna Diakonova» امرأة شديدة الذكاء غامضة وفاتنة لديها حس فني عالي وتأثير قوي في الدوائر الفنية والثقافية في أوروبا، روسية الأصل كانت أكبر من دالي ب 10 سنوات عندما تقابلا عام 1929 وكانت متزوجة من الشاعر «بول إلوارد/Paul Eluard»، وأم لفتاة صغيرة.

جالاتيا ذات الأفلاك

كان حباً من أول نظرة، فقد وقعا في الحب في أول لقاء لهم في حضور زوجها وبعد طلاقها من إلوارد مباشرةَ، أنتقلت جالا للعيش مع دالي منذ عام 1929 ثم تزوجا في احتفال مدني عام 1934، ثم في احتفال كاثوليكي عام 1958 لأنهم كانوا بحاجة للحصول على تصريح خاص من البابا لأن جالا كانت متزوجة من قبل وكانت أرثوذكسية.

وأطلق دالي أسم «جالا» أختصارًآ لـ «جالاتيا» ومعناها «التي هي أبيض من الحليب» وهو اسم أسطوري قادم من الميثولوجيا اليونانية؛ من قصة بجامليون التي تحكي عن فنان صنع تمثال من العاج شديد الأتقان حتى آنه تحول لأمرأة رائعة الحسن وقع الفنان في حبها.

ثم أصبحت جالا ملهمة دالي خلال السنوات الأكثر إنتاجية من حياته الفنية حتى آنه وقع بعض أعماله بكلا اسميهما، كما كانت نموذجًا (موديل) متكررًا في منحوتاته ولوحاته وكثيراً ما صورها في هالة من التقديس والتعظيم كما شارك الاثنان أحيانًا في عروض من الفن الأدائي خلال الثلاثينيات، كما أنها أدارة جميع المعاملات المالية المرتبطة ببيع وتسويق أعمله.

وبسبب رهابه المزعوم من الأعضاء التناسلية الأنثوية ، قيل أن دالي لم يمس امرأه قبلها حتى التقيا، بل أن هناك شائعات بأن زواجهما كان أفلاطوني وأن دالي لم يكن يهتم بهذا الجانب.