نجح الخطاط حسين أحمد السري في تحويل موهبته وحذقه بالخط العربي، إلى عمل منتج ومؤثر لدى مجتمع هواة ومحترفي هذا المجال. بدأ اهتمام السري بهذا المجال يزداد مع كل معرض للكتاب يشارك فيه، والإصدارات الشخصية التي بلغت 40 إصداراً متخصصاً بدأت باكورتها قبل عشر سنوات، حين قرر إنشاء دار «السري آرت للخط العربي والنشر والتوزيع»، نتيجة ما لمس من الحاجة إلى إصدارات تعليمية وكراسات تدريبية.
يقول السري، إن مشاركته في معرض المدينة تأتي ضمن سلسلة مشاركاته في معارض الكتب السعودية، للترويج لتجربته بين محبي فن الخط العربي ومتذوقيه، وإطلاع الجمهور على الإصدارات التي تنتجها الدار.
ويضيف: «نحن نلفت انتباه الموهوبين إلى بذرة الموهبة بين أناملهم، ونطور من مهارة المنخرطين في المجال، ونخدم المحترفين».
تمكن السري من تحقيق الفوز بعدد من الجوائز في مجال الخط ابتداءً من الكويت عام 2009 ثم تركيا، إضافة إلى مشاركات مستمرة ومتعددة في السعودية والإمارات، راكمت تجربته وضاعفت خبرته.
يتذكر كيف حققت تجربته إقبالاً واهتماماً من الجمهور في أول ظهور له في منطقة جازان بالسعودية، وقد شجّعه ذلك للمواصلة في الحضور من خلال معارض الكتب في السعودية، في الرياض وجدة، والآن في المدينة المنورة.
يعلق السري: «لدي طموح شخصي، أن يزيد انتشار هذا الفن، لأنه يعكس الحفاظ على اللغة العربية وجمالياتها التاريخية، وعدم تهميش هذا الفن أمام زحف وتأثير التقنية الجديدة، وألا تضمر الموهبة عند من يملك الشغف والحماس والاستطاعة، وأن يجد عبر النوافذ الذي نجتهد في تقديمها، من يأخذ بيده إلى برّ الاحتراف والنجاح».
تتولى دار السري في إطار جهودها لدعم مجال الخط العربي، تقديم دورات مجانية عبر المنصات الإلكترونية المتاحة للتواصل مع جمهور المتطلعين، يقول السري: «لا تنتهي مشاركتنا في أحد معارض الكتب إلا بقوائم من مئات الأسماء، تنخرط في التواصل والتدريب، ونقدم لهم الدروس والشروح والخطوات الأولية في طريقة الإجادة والتمكين، لدينا 70 دورة في فن خط العربي، نبني من خلالها ذات الفنان، مركزين في ذلك على الجانب العملي، حتى تتحول المهارة إلى حذق واحتراف».
نقلا عن صحيفة “الشرق الأوسط”