تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الفنان العمري.. الغناء يشفي أرواح الناس من شظايا الحرب

الفنان العمري.. الغناء يشفي أرواح الناس من شظايا الحرب

 

بعد إجادته للإنشاد ما لبث أن اقتحم سماء الفن والطرب بعد أن تعرف على الغناء المصري وخاصة أغاني السيدة أم كلثوم التي وجد فيها أدوات وإمكانات صقلت عُربه وصوته ومكنته من الوقوف على المسرح كفنان ينتمي لزمن الطرب الأصيل.

في هذا الحوار المقتضب الذي أجربته منصتي “”المنتدى العربي للفنون، و عن كثب” مع الفنان عبدالرحمن العمري نتعرف سوياً على أهم محطات حياته كمنشد ومطرب ونتعرف على رأيه بالاحتفاء بيوم الأغنية اليمنية.

أهم المحطات

أقحمه الإنشاد اليمني في عالم “التصوف” منذ سن مبكرة لينتقل للفن والطرب ويبدو الفنان عبدالرحمن العمري الذي لا زال عازباً _ عازماً على تسخير وقته وجهده وملكات صوته للفن.

وكغيره من المؤدين ولج العمري عالم كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، لكنه تميز بإتقانه لمعظم أغانيها ليسجل حضوراً لافتاً في الوسط الفني المصري، إضافة إلى كونه أعجب كثيراً بألحان وشخص “رياض السنباطي”، وقد مثلت هذه أهم المحطات في تجربته الغنائية.

سافر الفنان العمري خارج اليمن ليمثل اليمن بفنه وصوته في عدة دول عربية وأجنبية منها “مصر، تونس، إيطاليا، بريطانيا” وغيرها، ولا يزال نشطاً في هذا المجال وقد أجرينا معه هذا الحوار المقتضب أثناء تنقله عبر أكثر من مطار.

يوم الأغنية اليمنية

يوم الأغنية اليمنية
لم يخفي العمري بأن علاقته بالفنانين اليمنيين محدودة وتقتصر على الإعجاب ببعض الأسماء كـ مستمع ومتذوق مثل يحيى العرومة ومحمد الحرازي.. غير أنه يؤكد أهمية الفن والغناء اليمني الذي يتميز بألوان كثيرة كالصنعاني والحضرمي والتهامي وغيره.

أما عن مناسبة يوم الأغنية اليمنية فيؤكد الفنان العمري بأنها محطة هامة للتعريف بالغناء اليمني ورواده من مختلف الأجيال، فهذا اليوم من شأنه أن يملأ بقية أيامنا بالفن والطرب وأن يشفي أرواح وأذهان الناس من شظايا الحرب التي طالت اليمن أرضاً وإنساناً.

تضحية
وعن نضوجه كمطرب وعلاقته بالأدب يوضح الفنان العمري لمنصتي “المنتدى العربي للفنون، و عن كثب“: تعرفت على الصديق الشاعر اليمني الراحل إبراهيم الحضراني الذي اعتبره أستاذاً لي، وقد ساعدني على ترقية معجمي الشعري، حتى آنست في نفسي محبة الشعر فقلته في فترة مبكرة من حياتي، وكتبته فيما بعد وقد أصدرت ديوان “غواية الصمت”، ولدي الآن ديوان تحت الطبع بعنوان “من حصاد السنين”.

تخلى العمري عن الحياة الأسرية والتعليمية ليسخر امكاناته وطاقاته للفن آداءً ومقامات وكلمات وألحان، ليمثل حالة فريدة في الوسط الفني اليمني الذي تنتهي قصص معظم المواهب فيه بقصة زواج أو تحول نحو مهنة أخرى في محاولة لكسب لقمة العيش.

يطل من وقت لآخر على شاشات القنوات الفضائية العربية وتتم استضافته كمطرب ومتحدث عن الغناء اليمني والعربي وكمتقن للمقامات التي لا يجيدها سوى من أخذهم الطرب إلى أعلى سماواته، وقد كان آخر ظهور له في برنامج “مقامات” على قناة التلفزيون العربي، حيث قدم خلالها عدد من الأغاني التي يتميز بآداءها من الأوان اليمنية والعربية.

يوم الأغنية اليمنية

معادلة فنية

يؤكد العمري بأن الغناء اليمني يمثل الكثير للفنانين اليمنيين غير أنهم لم يقدموا سوى القليل، كما يجزم بأن كل منشد مجيد يستطيع الغناء وهو الأمر الذي يعتبره مستحيلا على الفنان أين يتقن الإنشاد وذلك أن الإنشاد يمثل تجربة مختلفة لها تعتمد على الصوت في المقام الأول بعكس الغناء الذي تلعب فيه الأدوات الموسيقية دوراً في نجاح الفنان.

يقول عنه الأديب والشاعر عبدالمجيد التركي “عبدالرحمن ليس منشداً فقط، فهو مثقف وقارئ وعازف ولُغوي ومُلحِّن وشاعر.. وقد أطلق عليه الشاعر الكبير الراحل عبدالله البردوني لقب “شاعر القبور”، نظراً لقصائده التشاؤمية”.
ويضيف التركي “بالرغم من أن عبدالرحمن العِمْرِي من أهم أعمدة الإنشاد اليمني، إلا أنه يتوارى عن الأضواء عنوةً، فالشهرة ليست في حساباته، لأنه يريد أن يظهر متى شاء، متحرراً من الالتزامات الوظيفية، ولا يرغب بأن تتحكَّم الوظيفة في وقته، لذلك هو ليس موظفاً ولا مرتبطاً اجتماعياً، لأنه يرى نفسه عصفوراً طليقاً يغرد متى شاء دون أن يُلقِّـنـه أحدٌ ما يقول”.

إشارة
الفنان عبدالرحمن العمري من مواليد مدينة صنعاء في العام 1973، ترك التعليم بعد الإعدادية ليتفرغ للإنشاد الديني والقراءة على يد مشائخ العلوم التقليدية مثل “تجويد القرآن والفقه والنحو والقراءة الحرة.. يقيم حالياً في القاهرة وينفذ العديد من الأنشطة والمشاركات الفنية.